اليوم هو يوم كعكة الدارسين في السويد، أحد أكثر الأيام حلاوة وشعبية في البلاد! هذا الاحتفال السنوي، الذي يصادف الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يكرم واحدة من أشهر الحلويات السويدية وأكثرها ارتباطًا بالثقافة والتقاليد المحلية. في هذا اليوم، يتسابق السويديون لتناول كعكة الدارسين، التي تُعرف بـ “Kanelbullens dag” باللغة السويدية، والتمتع بنكهتها الغنية والدافئة.
تاريخ كعكة الدارسين
كعكة الدارسين السويدية ليست مجرد حلوى عادية؛ فهي جزء من التراث الثقافي للطعام في السويد. بدأت شعبية هذه الكعكة في الازدهار منذ أوائل القرن العشرين، لكنها أصبحت أكثر انتشارًا بعد الحرب العالمية الثانية مع توفر الزبدة والطحين والسكر بأسعار معقولة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت كعكة الدارسين جزءًا لا يتجزأ من المناسبات الاجتماعية في السويد، وتعد أساسية في حفلات القهوة التي تُعرف بـ “Fika”، وهو طقس يومي يجمع الأصدقاء والعائلة حول فنجان قهوة وبعض الحلويات.
في عام 1999، أُطلقت فكرة الاحتفال بـ “يوم كعكة الدارسين” من قبل Hembakningsrådet، وهي مؤسسة تهتم بالترويج لثقافة الخبز المنزلي في السويد. الهدف كان الاحتفاء بتقاليد الخبز العريق في السويد، وزيادة الوعي حول أهمية المكونات الطبيعية مثل الزبدة والطحين عالي الجودة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم فرصة مثالية للسويديين للتعبير عن حبهم لهذه الحلوى التقليدية.
السر في سحر كعكة الدارسين
تتكون كعكة الدارسين من مكونات بسيطة: عجينة طرية مصنوعة من الدقيق والزبدة والحليب، محشوة بخليط لذيذ من السكر والدارسين، وتُلف على شكل حلزوني ثم تُخبز حتى تأخذ اللون الذهبي. وأحد أسرار النكهة المميزة لكعكة الدارسين السويدية هو التوازن المثالي بين الحلاوة ونكهة الدارسين القوية، ما يضفي عليها طابعًا دافئًا ومريحًا يميزها عن بقية الحلويات.
وعادة ما تُرش الكعكة بحبات السكر اللؤلؤية التي تُضفي عليها قرمشة خفيفة وتكمل نكهتها المميزة. هذه الكعكة ليست فقط لذيذة، بل هي رمز للراحة والضيافة، وتذكر الجميع بأهمية الجلوس والاستمتاع بلحظات من السكينة مع الأحبة.
كيف يحتفل السويديون بهذا اليوم؟
في يوم كعكة الدارسين، تشهد المخابز والمقاهي ازدحامًا غير عادي، حيث يتهافت الناس لشراء الكعك الطازج أو خبزه في المنزل. يحتفل السويديون بهذه المناسبة عبر تنظيم جلسات “Fika” مع العائلة أو زملاء العمل، حيث تكون كعكة الدارسين نجم الطاولة. حتى الأطفال في المدارس يحتفلون بهذا اليوم بتناول الكعك أثناء استراحتهم.
كما أن الكثير من السويديين يفضلون خبز كعكاتهم الخاصة في المنزل، حيث تعتبر هذه العملية نشاطًا يجمع أفراد الأسرة معًا. وفي وسائل التواصل الاجتماعي، تملأ الصور والوصفات الخاصة بكعكة الدارسين الحسابات الشخصية، ويتبادل الناس أفكارًا حول كيفية تحسين هذه الوصفة التقليدية بإضافة لمساتهم الخاصة، مثل إضافة الهيل أو الزبيب.
لم تبقَ كعكة الدارسين حكرًا على السويد وحدها؛ فقد انتشرت شعبيتها حول العالم، وتُعتبر الآن من الحلويات المحبوبة في العديد من الدول. ورغم أن هناك العديد من النسخ المختلفة من كعكة الدارسين في بلدان أخرى، إلا أن النسخة السويدية تبقى فريدة بنكهتها الخفيفة والمتوازنة التي تبرز فيها نكهة الدارسين بشكل مثالي دون إفراط.
SWED24