قد تشهد أوروبا ظهور دولة صغيرة جديدة على غرار الفاتيكان، حيث تستعد جماعة صوفية مسلمة لتشكيل دولة خاصة بها في العاصمة الألبانية تيرانا.
الحديث يدور حول تحويل مساحة تقدر بحوالي عشرة هكتارات في الطرف الشرقي من المدينة، حيث يوجد مقر جماعة “البكتاشية” منذ أكثر من 100 عام، إلى دولة سيادية بمساعدة الحكومة الألبانية.
وأعلن رئيس الوزراء الألباني، إدي راما، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الهدف من هذا المشروع هو “إنشاء دولة سيادية جديدة تكون مركزًا للاعتدال والتسامح والتعايش السلمي”.
جماعة البكتاشية هي طائفة صوفية شيعية تعتبر فرعًا مفتوحًا من الإسلام، ولها جذور في الدولة العثمانية المبكرة. رغم طردهم من تركيا في عشرينيات القرن الماضي، ما زالوا يمثلون نحو 10 بالمائة من سكان ألبانيا، بينما يقيم عدد أكبر من أتباعهم في تركيا.
تُعرف الجماعة بتفسيراتها المرنة للقرآن، والتي تتضمن جوانب من الفولكلور والعناصر الخارقة للطبيعة، وقد تعرضوا تاريخيًا للاضطهاد من قبل بعض التيارات الإسلامية الأخرى.
يقول الزعيم الروحي للجماعة، بابا موندي، إن الله لا يمنع أي شيء، مضيفًا: “لذلك منحنا الله القدرة على التفكير”.
ورغم أن المبادرة لاقت اهتمامًا دوليًا، فإن راما يواجه انتقادات محلية تتهمه بالسعي وراء مكاسب سياسية من خلال هذا المشروع.