يشهد عالمنا ثورة تكنولوجية متسارعة يقودها الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا تقنية “الذكاء الاصطناعي التوليدي” التي أذهلت العالم بتطورها المذهل منذ نهاية عام 2022.
فتحت هذه القفزة النوعية في قدرة الآلات على محاكاة الذكاء البشري الباب على مصراعيه أمام تساؤلات هامة حول مستقبل العمل. فهل سيصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا للإنسان في سوق العمل أم منافسًا يُهدد وظيفته؟
الذكاء الاصطناعي يتمدد.. والمؤسسات تتسابق لتبنيه
أظهر استطلاع عالمي أجرته شركة “ماكينزي” للإستشارات، أن الشركات تتسابق لتصبح جزءًا من ثورة الذكاء الاصطناعي. حيث كشف الاستطلاع أن 65% من الشركات المُشاركة تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل منتظم، وهي نسبةٌ ضعف ما كانت عليه قبل عشرة أشهر فقط.
ويتوقع ثلاثة أرباع المُشاركين في الاستطلاع أن يُحدث الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي تغييرًا جذريًا في قطاعاتهم خلال السنوات المُقبلة، لافتين إلى أنهم بدأوا بالفعل بتحقيق فوائد اقتصادية ملحوظة من خلال خفض التكاليف وزيادة الإيرادات في الأقسام التي تم نشر الذكاء الاصطناعي فيها.
4 وظائف مهددة بالاختفاء قبل 2030
وفي ضوء هذا التطور المتسارع، حذّرت مديرة معهد “ماكينزي” العالمي، كويلين إلينجرود، من أن الذكاء الاصطناعي سيُعيد تشكيل سوق العمل بشكل كبير، متوقعةً أن تختفي وظائف مُحددة بحلول عام 2030، وذلك في قطاعات:
- المساعدة الإدارية
- خدمة العملاء والمبيعات
- خدمة الطعام
- الإنتاج والتصنيع
وأوضحت “إلينجرود” أن الذكاء الاصطناعي لن يُلغي الوظائف بشكل كامل، بل سيُغير من طبيعتها، مؤكدةً أن الذكاء الاصطناعي سيُؤثر على حوالي 30% من أنشطة العمل دون أن يُلغي الوظائف بشكل كامل باستثناء الوظائف الأربعة السابقة الذكر.
الذكاء الاصطناعي.. بين الفرص والتحديات
ويؤكد خبراء أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة ثمينة لزيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة في الوظائف التي تعتمد على المهام المُتكررة، مما يُتيح للإنسان التفرّغ للأمور التي تتطلب الإبداع والتفكير الاستراتيجي والتي لا تُتقنها الآلات.
ولكن في المُقابل، لا يخلو الذكاء الاصطناعي من تحديات على صعيد الأخلاقيات والخصوصية والتفاعل الاجتماعي داخل بيئة العمل. ويُشدد الخبراء على أهمية وضع ضوابط صارمة لضمان عدم انتهاك الذكاء الاصطناعي لخصوصية المُستخدمين أو استغلال بياناتهم بشكل غير شرعي.
التكامل بين الإنسان والتكنولوجيا.. هو مفتاح المستقبل
يُجمع الخبراء على أن التكامل بين الإنسان والتكنولوجيا هو الطريقة الأمثل لضمان نجاح ثورة الذكاء الاصطناعي وتحقيق أقصى استفادة منها. وهذا يتطلب تجهيز القوى العاملة وتدريبها على التعامل مع التقنيات الجديدة واكتساب مهارات مُتقدمة تؤهلهم للعمل جنبًا إلى جنب مع الآلات.
ويُتوقع أن يشهد العالم ظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يُؤكد على أهمية التعلّم المُستمر والتطور المهني لمُواكبة التغيرات المُتسارعة في سوق العمل.
المصدر: Sky News