يقول وزير الشؤون الاجتماعية السويدي ياكوب فورسميد إن الشعور بالوحدة وقلة النشاط البدني للأطفال هما من أكبر التهديدات التي تواجه الصحة العامة في المجتمع التي على الحكومة الجديدة الاهتمام بها. وفق وكالة الأنباء السويدية TT.
ويحرص فورسميد على ممارسة نشاطه الرياضي واعتماد الدراجة الهوائية للوصول الى مكان عمله بغض النظر عن حالة الطقس، سواء أكان ماطراً او كانت درجات الحرارة 10 تحت الصفر.
ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية WHO، فان السويد تقع في أسفل قائمة دول الاتحاد الأوروبي من حيث النشاط البدني الموصى به للأطفال والمراهقين بين سن 11-15 عاماً.
ويصف فورسميد ذلك بـ “المشكلة الخطيرة”، ويقول إن ذلك يخلق مشاكل صحية ليس الآن فقط ولكن أيضاً في المستقبل، كما لدينا مشاكل مع عدم المساواة في الصحة التي تتباين بين المجموعات المختلفة بطريقة مثيرة للغاية، وأرى ان ذلك مهمة كبيرة بالنسبة لي وللحكومة للعمل عليها.
المزيد للعائلات الضعيفة
وتعمل الحكومة على خطة تقضي بمنح جميع الأطفال معونة مالية أساسية ومبالغ أعلى للأطفال الذين يعيشون في العائلات الضعيفة مادياً وعلى تخصيص الأموال للمشاركة في الأنشطة الرياضية أو الجمعيات على سبيل المثال.
وفي 2023 سيتم استخدام 50 مليون كرون لتطوير أنظمة لإدخال بطاقة الترفيه للأطفال ليتم زيادة المبلغ الى 731 مليون كرون خلال عام 2024 و792 مليون كرون في عام 2025.
وبنظر فورسميد فإن التدخين لا يعني فقط ما يسببه من مضار صحية بل هو طريقة “للتأكيد على المخاطر الصحية للوحدة”، وفق تعبيره، ويقول ان نحو نصف مليون شخص في السويد يعيشون في عزلة لا إرادية.
ويريد رفع القضية من الاهتمام بالفرد الى مشكلة الصحة العامة التي تُقصر حياة الناس وتتطلب إجراءات مجتمعية.
الحديث الى الناس
وقال فورسميد ان مسؤوليتنا البشرية تحتم علينا جميعاً ان نتشارك بهذه المهمة من خلال ان نتحسن قليلاً في التحدث الى الأشخاص في الباص ورفع سماعة الحديث وتبادل بعض الكلمات مع الاخرين، فمثل هذه التفاعلات الصغيرة في الحياة اليومية تعني الكثير، علينا ان نحصل على مجتمع أكثر دفئاً.
1200 شخصاً ينتحرون سنويا
ووفقاً لهيئة الصحة العامة في السويد، فإن نحو 1200 شخصاً يقدمون على الانتحار سنوياً.
وقطعت جهات حكومية مسؤولة ضمن اتفاقية خاصة، أطلق عليها اتفاقية تيدو Tidöavtalet وعوداً على نفسها في إيلاء اهتمام كبير بالصحة العقلية والوقاية من الانتحار، من بين ذلك، تعيين لجنة لتحقيق في كل حادثة انتحار.
وبهذا الخصوص، قال فورسميد: آمل أنه بعد فترة وجيزة نسبياً من هذا العام، سنتمكن من اجراء تحقيق وطني في هذه المسألة، وأرى أن من المهم جداً البدء بسرعة بذلك.
وردا على سؤال الوكالة حول ما تضمه اتفاقية تيدو من بند خاص حول إصلاح العناية بالأسنان مع حماية عالية التكلفة مماثلة لتلك الموجودة في أنواع الرعاية الأخرى، ومتى تشير التوقعات لتحقيق ذلك، أجاب فورسميد: ان هناك حاجة الى المزيد من الوقت لتحقيق ما سنفعله والتوصل الى مقترحات. نقوم حالياً بتحليل المشكلة ونأمل في وضع جدول زمني حول كيفية اكمال هذا العمل.