SWED 24: اهتمت وسائل الإعلام السويدية بإنتخاب جوزيف عون رئيساً للبنان بعد مرحلة مخاض طويلة دفع من خلالها الشعب اللبناني الكثير. وتساءلت وكالة الأنباء السويدية في مقال نشرته، بتاريخ اليوم االجمعة فيما إذا كان جوزيف عون سيتمكن من إنقاذ لبنان من أزماته المعقدة.
وكتبت الوكالة، قائلة: في تحول سياسي نادر، نجح البرلمان اللبناني في التوافق على انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، منهياً بذلك فراغاً رئاسياً دام أكثر من عامين منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. هذا الاتفاق يأتي وسط انقسام سياسي حاد وأزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، ليصبح عون رمز الأمل للبنانيين الذين ينتظرون الإصلاح والاستقرار.
وتم انتخاب عون بعد سلسلة طويلة من المحاولات الفاشلة، حيث حصل على دعم 99 نائباً في الجولة الثانية من التصويت، بما في ذلك تأييد من بعض الأطراف الحليفة لحزب الله. عون يحظى بدعم دولي قوي، لا سيما من الولايات المتحدة وفرنسا، ما يعزز الآمال في استعادة استقرار لبنان داخلياً وخارجياً.
مبعوثون من واشنطن وباريس زاروا بيروت في الأيام الأخيرة لدعم انتخاب عون، الذي حافظ على استقرار المؤسسة العسكرية خلال واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخ لبنان الحديث.
أولويات عون: نزع السلاح ومكافحة الفساد
في أول خطاب له، شدد عون على أهمية تعزيز سيادة القانون وتأميم الأسلحة المنتشرة في البلاد، وهو ملف حساس في ظل وجود حزب الله كقوة عسكرية وسياسية رئيسية. وأكد التزامه بمكافحة الفساد، الذي يعتبر أحد أبرز أسباب انهيار الاقتصاد اللبناني.
تصريحاته لاقت ترحيباً من معظم الكتل السياسية في البرلمان، بينما التزم حلفاء حزب الله الصمت، مما يشير إلى تحديات مقبلة بشأن تنفيذ هذه الوعود.
أزمات متراكمة
يأتي انتخاب عون في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة اقتصادية طاحنة، مع تضخم مفرط أفقد العملة الوطنية قيمتها، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة إلى مستويات غير مسبوقة. إلى جانب ذلك، يواجه لبنان ضغوطاً دولية لإصلاح مؤسساته وتحقيق الشفافية كشرط أساسي للحصول على المساعدات المالية.
كما أن ملف نزع السلاح يشكل تحدياً كبيراً، لا سيما بعد الهدنة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، والتي أنهت صراعاً دام أكثر من عام وكلف الدولة مليارات الدولارات.
في ظل نظام سياسي طائفي، يُفترض أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً، ورئيس الوزراء مسلماً سنياً، ورئيس البرلمان مسلماً شيعياً. هذا التوازن الطائفي يشكل عامل استقرار لكنه أيضاً مصدر تعقيد في اتخاذ القرارات المصيرية.
نجاح عون في تحقيق أهدافه سيعتمد على مدى قدرته على بناء توافق داخلي بين الأطراف السياسية المختلفة، وتوفير الدعم الدولي اللازم لتخفيف حدة الأزمات.
بينما يترقب اللبنانيون بحذر، يحمل انتخاب جوزيف عون بصيص أمل لإعادة بناء دولة تهالكت تحت وطأة الانقسامات والسياسات الفاشلة. فهل يكون عون القائد الذي يعيد للبنان استقراره ومكانته؟