SWED24: نشر الصحفي السويدي Oisín Cantwell مقالًا في صحيفة أفتونبلادت، تناول فيه خطاب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون عقب الهجوم الدموي في أوربرو، مشيرًا إلى أن الخطاب جاء متوازنًا، متعاطفًا، ومسؤولًا، لكنه في الوقت ذاته، يثير التساؤلات حول مدى اتساق نهج كريسترسون في التعامل مع الأزمات المختلفة.
وقال كانتويل في مقاله إن كريسترسون خاطب الأمة السويدية بهدوء وحذر لافتين، مقدمًا رسالة عزاء وتضامن وطني حملت إشارات إلى الجرح العميق الذي أصاب السويد، لكنها في الوقت نفسه، لم تخلُ من بارقة أمل.
وأضاف أن رئيس الوزراء بدأ خطابه بتوجيه حديثه إلى عائلات الضحايا العشرة، مخاطبًا أيضًا الأطفال الذين فقدوا آباءهم، والآباء الذين خسروا أبناءهم، قائلًا:
“أنتم لستم وحدكم، نحن هنا بجانبكم، والسويد كلها تشارككم الحزن.”
كما أوضح أن كريسترسون أقرّ بأن الضحايا كانوا بغالبيتهم من أصول مهاجرة، معترفًا بأن حالة من الخوف والقلق تملّكت العديد من أفراد الجاليات المهاجرة وأصحاب البشرة غير البيضاء بعد الحادثة.
خطاب متزن ورسالة تضامن بعيدًا عن السياسة اليومية
واستعرض كانتويل أن خطاب كريسترسون كان رصينًا، مدروسًا، ومتحررًا من الاستغلال السياسي، ولم يكن مجرد تأبين للضحايا، بل تضمّن إشادة بروح التضامن التي أظهرها المواطنون، من الأشخاص الذين ساعدوا الجرحى، إلى الطواقم الطبية التي أنقذت الأرواح، والمعلمين الذين حافظوا على هدوء الطلاب بينما كانت الطلقات تدوي في المكان.
وأشار إلى أن كريسترسون بدا منذ اللحظة الأولى بعد المجزرة أكثر اتزانًا وهدوءًا مقارنة بمواقف سابقة، حيث أدار المؤتمر الصحفي الأول يوم الثلاثاء بمسؤولية وتعاطف، وزار المدينة المنكوبة باحترام واضح لمشاعر المتضررين، وقدم خطابًا غير متشنج، خاليًا من المزايدات السياسية.
من زعيم معارضة غاضب إلى رجل دولة هادئ؟
وسلط كانتويل الضوء على مقارنة بين هذا الخطاب، وبين تصريحات كريسترسون في سبتمبر 2023، عندما شهدت السويد موجة من الجرائم، شملت تفجيرًا قاتلًا في أوبسالا، والعثور على مراهقين مقتولين في ستوكهولم، ومقتل رجل سبعيني في ساندفيكن.
وقال الكاتب إن كريسترسون في ذلك الوقت بدا أقرب إلى زعيم معارضة غاضب يخوض حملة انتخابية، بدلًا من أن يكون قائدًا يوحّد الأمة، حيث ركّز خطابه على مهاجمة الحكومات السابقة، والترويج لسياسات أمنية مشددة مثل مناطق التفتيش، وزيادة المراقبة الهاتفية، وتشديد القوانين، ما جعل خطابه حينها منقسمًا بدلًا من أن يكون موحّدًا.
أما هذه المرة، فيرى كانتويل أن كريسترسون ظهر بشكل مختلف، متجنبًا إقحام السياسة اليومية في لحظة وطنية حساسة، وهو موقف أكثر نضجًا ومسؤولية مقارنة بالماضي.
حذر في تصنيف الهجوم.. لكنه لم يكن دائمًا كذلك
وأفاد كانتويل بأن رئيس الوزراء رفض التسرع في تحديد دوافع الجاني، وامتنع عن تقديم أي استنتاجات غير مؤكدة، رغم أن العديد من السويديين، وخاصة عائلات الضحايا، ينتظرون إجابات واضحة.
وأشار الكاتب إلى أن هناك فرضيات عديدة، من بينها أن الهجوم قد يكون بدافع عنصري، خاصة وأن غالبية الضحايا من أصول مهاجرة، لكن الشرطة لم تؤكد أي دافع محدد حتى الآن، لذا كان من الحكمة ألا يستبق كريسترسون نتائج التحقيقات بتصريحات غير محسوبة.
لكن كانتويل لفت إلى أن هذا النهج الحذر لم يكن دائمًا سمةً مميزة لخطابات كريسترسون، فقد سبق له أن أطلق تصريحات مثيرة للجدل، مثل وصفه لجرائم العصابات بأنها “إرهاب محلي”، كما لم يتردد قبل أسابيع فقط في ربط الجريمة بالهجرة بطريقة وصفها البعض بأنها “مبسطة وغير دقيقة علميًا”.
تحول حقيقي أم مجرد لحظة استثنائية؟
وختم كانتويل مقاله بطرح تساؤل: هل يمثل هذا الخطاب بداية تحول حقيقي في نهج كريسترسون؟ أم أن ما حدث هو مجرد استثناء فرضته حساسية الموقف؟
وقال إن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان رئيس الوزراء سيواصل هذا الأسلوب المتزن والمسؤول، أم أنه سيعود إلى النهج الخطابي الذي اتبعه في الأزمات السابقة.