SWED24: تواجه المدارس السويدية أزمة نقص حاد في أعداد المرشدين المدرسيين، ما يضعف قدرة الطلاب على الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي اللازم.
في بلدية سودرتاليا، يتولى كل مرشد مسؤولية أكثر من 500 طالب، وهو رقم يتجاوز بكثير التوصيات النقابية التي تحدد الحد الأقصى بـ 300 طالب لكل مرشد.
سميرة غرونفورس بالمروث، 16 عاماً، واحدة من الطلاب الذين عانوا من هذا النقص. إذ كانت تكافح اضطراب الأكل المعروف بـ ARFID، والذي يصيب الأشخاص المصابين بالتوحد، لكنها لم تجد الدعم الكافي من الخدمات الصحية المدرسية.
تقول سميرة: “أحياناً يكون من الضروري التحدث مع شخص محايد، لكن ذلك لم يكن متاحًا دائمًا في مدرستي”.
وضع سودرتاليا يعكس واقعاً عاماً في السويد، وفقًا لنقابة أكاديميكرفوربوند SSR، حيث تتحمل الغالبية العظمى من المرشدين المدرسيين مسؤولية أعداد تفوق طاقتهم.
تؤكد أولا-مايا ماديسون، عضوة مجلس إدارة النقابة، أن 85 بالمائة من المرشدين في البلاد مسؤولون عن أكثر من 500 طالب، ما يعطل جهود الوقاية من التنمر والتحرش، ويحد من إمكانية تقديم الدعم النفسي اللازم للطلاب.
في سودرتاليا وحدها، تعاني 37 من أصل 43 مدرسة من نقص في ساعات الإرشاد المدرسي، ما يتطلب تعيين ما لا يقل عن 22 مرشداً إضافياً بدوام كامل لسد الفجوة، وفقًا لمعايير النقابة.
لكن إيما روزنغرين، المسؤولة عن تعيين المرشدين في البلدية، ترى أن المشكلة لا تكمن في الأعداد بقدر ما تتعلق بتوزيع العمل.
وتقول: “لدينا نظام صحي قوي في المدارس، والمسؤولية لا تقع فقط على عاتق المرشدين، بل تشمل جميع العاملين في المدرسة”.
رغم هذه التصريحات، لا يزال الطلاب يشعرون بأنهم محرومون من الدعم النفسي الذي يحتاجونه. سميرة، مثل كثيرين غيرها، عانت من هذه الفجوة في النظام، ما جعلها تشعر بالخذلان في أصعب مراحل حياتها.