SWED 24: في عام 1945، عندما ألقيت القنبلة الذرية على هيروشيما، كانت كاتسوكو كواموتو، البالغة من العمر ست سنوات آنذاك، شاهدة على واحدة من أعظم المآسي الإنسانية. اليوم، تعود كواموتو إلى الساحة الدولية كرائدة سلام، بعدما حصلت منظمتها “Nihon Hidankyo” على جائزة نوبل للسلام لعام 2024، وهي الجائزة التي أسسها العالم السويدي ألفريد نوبل.
من هيروشيما إلى العالم: رسالة سلام
كاتسوكو كواموتو، التي شاركت في تأسيس منظمة Nihon Hidankyo، تعمل منذ عقود لتحقيق هدف نبيل: عالم خالٍ من الأسلحة النووية. المنظمة، التي أسسها الناجون من القصف الذري، تلقت الجائزة تقديرًا لجهودها في نشر الوعي العالمي بخطر الأسلحة النووية. وفي بيانها، قالت لجنة نوبل: “لأجل كفاح المنظمة لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية، ومن خلال شهاداتهم يُظهرون للعالم أن استخدام الأسلحة النووية أمر لا يمكن تكراره أبدًا”.
الجائزة تأتي في وقت تشهد فيه قضية الأسلحة النووية اهتمامًا عالميًا متجددًا، مع تصاعد المخاوف بشأن استخدام هذه الأسلحة في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، بما في ذلك تعزيز روسيا لموقفها النووي.
شهادات من المأساة: ذكريات لا تُنسى
كاتسوكو كواموتو كانت حينها في منطقة ناغاتسوكا على أطراف هيروشيما، عندما وقع الانفجار المدمر. في مقابلة مع التلفزيون السويدي SVT، تستعيد كواموتو اللحظات الأولى للكارثة، قائلة: “في تمام الساعة الثامنة والربع صباحًا، دوّى انفجار هائل، وتحطمت نوافذ المدرسة بالكامل. كانت زميلة لي تلعب بجانب النافذة عندما وقع الحادث.”
أثناء زيارتها لهيروشيما مع فريق SVT، أشارت كواموتو إلى النهر الذي كان مشهدًا مروعًا خلال الكارثة، قائلة: “عندما أنظر إلى هذا النهر اليوم… ما زلت أشعر وكأن الجثث تطفو على سطحه. كان مشهدًا لا يمكن نسيانه.”
من خلال شهادتها، تسعى كواموتو إلى ترسيخ رسالة السلام، مؤكدة أن مأساة هيروشيما يجب أن تكون درسًا للبشرية، وأن العالم بحاجة إلى التخلص من الأسلحة النووية نهائيًا.
جائزة نوبل للسلام: رمز سويدي لدعم السلام العالمي
تُمنح جائزة نوبل للسلام، التي أسسها العالم السويدي ألفريد نوبل، سنويًا منذ عام 1901 لتكريم الجهود الاستثنائية في تعزيز السلام العالمي. تُعتبر الجائزة أرفع تكريم دولي في مجال السلام، وتُدار من قبل اللجنة النرويجية لجائزة نوبل. يجري الإعلان عن الفائزين في أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، بينما يقام حفل التكريم في 10 ديسمبر/ كانون الأول بالعاصمة النرويجية أوسلو.
الجائزة ليست فقط رمزًا للتقدير، بل أيضًا منصة لتعزيز القضايا العالمية. وقد شهدت تكريم شخصيات بارزة مثل نيلسون مانديلا، مارتن لوثر كينغ جونيور، والأمم المتحدة، مما يعكس التزام الجائزة بدعم حقوق الإنسان، نزع السلاح، ومكافحة العنف.
كاتسوكو كواموتو ومنظمتها الآن في قلب هذا التكريم، تذكر العالم بحقيقة مرة: أن السلام يجب أن يكون الخيار الوحيد.