تزايدت ردود الأفعال والآراء القوية ضد الحكومة السويدية وموقفها من حرق المصحف، في الوقت الذي تصاعدت فيه شدة الأزمة بين السويد والعديد من الدول الإسلامية.
وذكرت صحيفة “افتونبلادت” ( المصدر/ انقر هنا)، أن البعض يرى أن ” الصمت يغلف موقف الحكومة السويدية إزاء هذا الكم الكبير من تطورات الأحداث، حيث لم ترغب الحكومة التعليق على تلك الأحداث على قنواتها الخاصة او لوسائل الإعلام على الرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها جهات إعلامية عدة”.
حذر
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم يوران سوندستروم ان الحكومة حذرة للغاية في الوقت الحالي، لأنها تلقت انتقادات في آخر مرة تحدثت فيها، وعبّرت عن موقفها من حرق المصحف.
وعزا سوندستروم صمت الحكومة في حديثه لصحيفة “أفتونبلادت” الى أسباب عدة، منها أن الحكومة تحدثت سابقاً فيما يتعلق بحرق المصحف وتلقت انتقادات من المحاميين وحزب SD، حيث ادانت وزارة الخارجية حرق المصحف الذي جرى في 28 حزيران/ يونيو الماضي، الأمر الذي انتقده خبراء قانونيون.
حتى عندما تم تعليق دمية تمثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خارج قاعة في مدينة ستوكهولم، أدان رئيس الحكومة أولف كريسترسون ووزير الخارجية توبياس بيلستروم هذا الفعل، الا ان زعيم حزب SD جيمي اوكسون انتقدهما، حيث كتب، قائلاً: أن “هناك حداً في كيفية تعبير الحكومة عن نفسها”.
حزب SD ينتقد
وفسر يوران سوندستروم موقف SD، بانه لا يحب الرضوخ لضغوط هذه الدول. وتلقت الحكومة انتقادات بعد بيان وزارة الخارجية، بالإضافة الى ذلك، قالت الحكومة انها ستتخذ تدابير من اجل مراجعة القوانين الخاصة بالتعبير عن الرأي.
ويرى سوندستروم، ان اشتراك العديد من الدول في انتقاد السويد يمكن ان يؤثر ايضاً على تصرف الحكومة السويدية.
وتابع، قائلاً: تقول إيران الآن إن السويد شنت حرباً على الإسلام، لافتاً الى ان ذلك ليس أي رئيس دولة او حكومة من يتحدث، بل هي حكومة متطرفة معروفة بإدلائها بتصريحات متطرفة، لذا تفضل الحكومة السويدية الصمت وتأمل في ان يكون ذلك رياح تمر عليها بدلاً من التعامل معها. يقوم قادة هذه البلدان بفعل ذلك لأسباب سياسية محلية، ومن ثم لا يهم كثيراً ما تقوله الحكومة السويدية.
ووصف سوندستروم هذه الأزمة بـ “الخاصة”، لكنه قال بانها ليست فريدة من نوعها.
وأوضح، قائلاً: بما أن الدول الأخرى معنية، فسيكون الأمر مختلفاً بعض الشيء. عندما تكون الحكومات تحت ضغط قوي، فإن الطريقة التقليدية هي القيام بتحقيقات. من غير المناسب الاستمرار في التحدث علانية.
وكانت مجموعة المكتب الحكومي للتنسيق الاستراتيجي قد اجتمعت، الجمعة الماضية لمعالجة الأزمة المستمرة، الا انها مع ذلك لم ترغب في التعليق على ما حصل في الاجتماع.
يقول أستاذ العلوم الاجتماعية يوران سوندستروم: نعلم أن الأحزاب الحاكمة دعت الى اجتماعات لكن لم تخرج بشيء. ربما التفكير منصب الآن على ما يجب عليهم فعله. اعتقد ان الاستراتيجية الرئيسية هي الانتظار على أمل أن تكون أزمة وتمر.