نشر موقع svenskafans مقالاً بعنوان” كرة القدم المغربية تعيش عصراً ذهبيّاً” بقلم Dima Dima Maghreb تحدث عن النجاحات الكبيرة للكرة المغربية في الساحتين الوطنية والدولية، مشيراً الى أنها تشهد “فترة نجاح استثنائية وضعت البلاد على خريطة كرة القدم العالمية بشكل غير مسبوق. مع إنجازات أثارت إعجاب الجماهير المحلية والدولية، حيث يعيش المغرب حاليًا عصرًا ذهبيًا تتألق فيه كرة القدم للرجال والنساء”. ومما جاء أيضا في المقال:
إنجاز تاريخي في كأس العالم 2022
يمكن القول أن العصر الحديث لكرة القدم المغربية بدأ بإنجاز كبير خلال كأس العالم 2022 في قطر، حيث وصل المنتخب المغربي للرجال، بقيادة المدرب وليد الركراكي، إلى نصف النهائي بشكل مذهل. كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يصل فيها فريق أفريقي إلى هذا الدور في كأس العالم، وقد أذهلت أداءات المغرب العالم. بأسلوب لعب يمزج بين الانضباط التكتيكي والبراعة الفنية، ألهم الفريق جيلًا جديدًا من اللاعبين في المغرب وقدم لهم قدوة يحتذون بها.
برونزية رائعة في أولمبياد 2024
كما أن المغرب توّج موسمه الكروي ببرونزية رائعة في أولمبياد باريس 2024. حيث انتهى المنتخب المغربي بفوز ساحق 6-0 في ديربي شمال أفريقيا ضد مصر، وهو نصر لم يضمن فقط الميدالية البرونزية، بل كان أيضًا من بين أكثر الانتصارات إقناعًا في تاريخ كرة القدم المغربية. كان هذا الانتصار ليس فقط إنجازًا رياضيًا، بل رمزًا للفخر الوطني، حيث احتفل كل هدف كرمز لنجاحات البلاد على الساحة الدولية. هذه البرونزية، جنبًا إلى جنب مع الفوز على الأرجنتين في دور المجموعات، كانت الختام المثالي لعام مليء بالإنجازات. لقد كانت “القمة” للأمة التي رأت فريقها الوطني ينمو ليصبح قوة يحسب لها حساب في كرة القدم العالمية.
الملك محمد السادس وفوزي لقجع
أحد العوامل الأساسية وراء نجاحات المغرب في كرة القدم كان الاستثمارات الكبيرة التي تمت تحت قيادة الملك محمد السادس. من خلال التزامه القوي، استثمر الملك موارد كبيرة لتحديث قطاع كرة القدم في البلاد.
تضمنت هذه الاستثمارات بناء مرافق تدريبية حديثة، تطوير أكاديميات الشباب، وتحسين الدوري المحلي، “البطولة الاحترافية”.
رؤية الملك القيادية لم تساهم فقط في توفير بنية تحتية قوية لكرة القدم المغربية، بل أيضا منصة يمكن من خلالها المنافسة على أعلى المستويات الدولية.
كان دعم الملك محمد السادس حاسمًا في جذب المواهب المغربية من الجاليات المغربية وضمان حصول اللاعبين على أفضل الظروف الممكنة للتطور والتألق. لم تقتصر رؤيته على الفوز بالمباريات، بل كانت تهدف إلى بناء ثقافة كرة قدم طويلة الأمد تلهم الأجيال القادمة.
وفي نفس السياق، لعب فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم (FRMF)، دورًا حاسمًا في النجاح الحالي. إذا كان الملك محمد السادس هو المستثمر، فإن فوزي لقجع هو المخرج.
تحت قيادته، أجرى الاتحاد المغربي لكرة القدم إصلاحات كبيرة أحدثت ثورة في كرة القدم في البلاد.
عمله لم يعزز فقط كرة القدم المحلية، بل أيضًا وضع المغرب كلاعب مهم على الساحة الدولية. أصبح لقجع الآن شخصية مؤثرة في كل من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) والفيفا، حيث تساهم رؤيته وخبرته في تشكيل مستقبل كرة القدم.
صعود المنتخب النسائي
كما ازدهرت كرة القدم المغربية على صعيد النساء.
تأهل المنتخب النسائي إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه في أستراليا ونيوزيلندا 2023، حيث قدموا أداءً مبهرًا. كان التأهل بحد ذاته محطة مهمة، لكن الفريق فاق التوقعات بالتأهل من دور المجموعات والوصول إلى دور الـ16. هذا النجاح مهد الطريق لعصر جديد في كرة القدم النسائية في المغرب، حيث انخرطت المزيد من الفتيات الشابات في هذه الرياضة.
كرة القدم المحلية والاحترافية
على الصعيد المحلي، أصبح الدوري المغربي، “البطولة الاحترافية”، أقوى مع مرور السنوات. بفضل الاستثمارات التي تمت بمبادرة من الملك محمد السادس، استفاد الدوري من تحسين البنية التحتية، وتدريبات المدربين، وأكاديميات الشباب المجهزة تجهيزًا جيدًا.
أندية مثل الرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي لم تسيطر فقط على الدوري الوطني، بل حققت أيضًا نجاحات كبيرة على الصعيد الأفريقي من خلال الفوز بدوري أبطال أفريقيا.
لعبت الحكومة والاتحاد المغربي لكرة القدم (FRMF)، بدعم من الملك، دورًا أساسيًا في هذا التطور.
كان بناء مرافق تدريبية حديثة والاستثمار في جذب اللاعبين من الجاليات المغربية أمراً حاسماً في رفع مستوى كرة القدم على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية.
ثقافة المدرجات العالمية
جانب آخر من نجاحات كرة القدم المغربية هو ثقافة المدرجات المذهلة التي أصبحت مشهورة بشغفها وحماسها.
لم تقتصر هذه الثقافة على المدرجات فقط، بل امتدت إلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث يصنع المشجعون المغاربة موجة عالمية.
يشتهر مشجعو كرة القدم المغربية بـ”تيفو” الملون، الأغاني القوية، والأجواء الكهربائية التي يخلقونها في الملاعب.
هذه الأجواء الفريدة لم تشجع اللاعبين فقط على تحقيق النصر، بل أصبحت أيضًا جزءًا مركزيًا من ثقافة كرة القدم المغربية.
الملاعب مثل “جراند ستاد دي طنجة” و”ستاد محمد الخامس (دونور)” في الدار البيضاء معروفة بأنها مراكز نابضة بالحياة للفرح الكروي والفخر الوطني. لعبت هذه الثقافة المتميزة دورًا مهمًا في دعم وتحفيز الفرق المغربية على المستويات المحلية والدولية. كما كانت عاملًا مهمًا في خلق مجتمع كرة قدم قوي يوحد الناس في جميع أنحاء البلاد.
ملعب الحسن الثاني: الأكثر حداثة (والأكبر) في العالم وكأس العالم 2030
أحد الرؤى المستقبلية المثيرة لكرة القدم المغربية هو بناء ملعب “الحسن الثاني” الجديد في الدار البيضاء، الذي من المتوقع أن يستضيف نهائي كأس العالم 2030.
هذا الملعب، الذي يتوقع أن يكون من أكثر الملاعب حداثة في العالم، هو رمز لطموحات المغرب والتزامه بمستقبل كرة القدم.
بقدرة استيعابية تتجاوز 115,000 متفرج، لن يكون ملعب الحسن الثاني فقط عنصراً أساسياً في كأس العالم المقبلة، بل سيكون أيضًا موقعًا لاستضافة الأحداث الدولية المستقبلية والمباريات الكبرى.
المستقبل مشرق
النجاحات التي يشهدها المغرب حاليًا ليست مجرد إنجازات مؤقتة.
مع رؤية واضحة للمستقبل، وأمة موحدة خلف فرقها، يبدو أن كرة القدم المغربية تمتلك كل المقومات لمواصلة التطور والازدهار.
يتطلع المنتخب المغربي للرجال بالفعل للوصول إلى ما هو أبعد في كأس العالم 2026، ويعمل المنتخب النسائي على إثبات نفسه كقوة لا يُستهان بها في البطولات الدولية المقبلة.
هذا العصر الذهبي هو نتيجة لعمل جاد، قيادة ملهمة، وثقافة كرة قدم مشبعة بالشغف ولها جذور عميقة في المجتمع المغربي. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، يمكننا أن نتوقع أن يواصل المغرب التألق على الساحة العالمية لكرة القدم لسنوات عديدة قادمة.
الخاتمة
تقف كرة القدم المغربية في فترة من النجاح غير المسبوق.
من إنجازات المنتخب المغربي للرجال التاريخية في كأس العالم والميدالية البرونزية في الأولمبياد إلى نجاحات المنتخب النسائي ونمو كرة القدم المحلية، هذه فترة من الفخر والتوقعات لكل من يحب كرة القدم المغربية.
استثمارات الملك محمد السادس الواسعة، العمل الرائع لفوزي لقجع، ثقافة المدرجات العالمية، وملعب الحسن الثاني القادم كانت عوامل رئيسية في هذه القصة الناجحة.
مع هذا التقدم السريع الذي نراه الآن، يمكننا أن نتوقع أن يستمر المغرب في التألق على الساحة العالمية لكرة القدم لسنوات عديدة قادمة.