شهدت تركيا أحداثاً متوترة خلال الأيام الماضية، بدأت باتهام رجل سوري بالتحرش بطفلة في مدينة قيصري وسط البلاد، ما أثار موجة غضب عارمة أدت إلى أعمال عنف استهدفت ممتلكات السوريين في المدينة، وامتدت لاحقاً إلى مناطق أخرى.
وأعلنت السلطات التركية، على لسان وزير الداخلية “علي يرلي كايا” عبر منصة “إكس”، عن اعتقال 474 شخصًا على خلفية هذه الأحداث، منهم 285 شخصًا في مدينة قيصري وحدها، لضلوعهم في أعمال عنف وتحريض ضد السوريين، مشيرًا إلى أن العديد منهم لديهم سجلات جنائية سابقة.
وأكد “يرلي كايا” أن مواطنين أتراك هم من ألقوا القبض على المشتبه به السوري وسلموه للشرطة، لافتاً إلى أن المشتبه به قام بالتحرش بقريبته السورية ذات الخمس سنوات، وأنه تم اعتقال 67 شخصاً في اليوم الأول للأحداث.
ولم يقتصر الأمر على حدود تركيا، بل امتدت تداعياته إلى مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة للسيطرة التركية، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين متظاهرين سوريين مسلحين والقوات التركية، إثر خروج مظاهرات غاضبة تنديداً بالاعتداءات على السوريين في تركيا.
ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين خلال هذه الاشتباكات، مشيراً إلى أن المتظاهرين حاولوا اقتحام نقاط عسكرية تركية في عفرين وجرابلس، وقاموا بإنزال الأعلام التركية، ما دفع القوات التركية لإطلاق النار لتفريقهم.
وأكد المرصد أن المتظاهرين استخدموا الأسلحة الرشاشة في مواجهة القوات التركية أمام مبنى السرايا بمدينة عفرين، وأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في عفرين ورابع في جرابلس، إضافة إلى إصابة عشرين آخرين.
من جانبه، أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة العنف ضد اللاجئين السوريين، مؤكداً على رفض استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية، ومشدداً على أن إضرام النيران في الممتلكات العامة والخاصة أمرٌ غير مقبول مهما كانت دوافع الفاعلين.
وتستضيف تركيا حوالي 3.2 مليون لاجئ سوري، وشهدت في السنوات الأخيرة عدداً من أحداث العنف بدوافع كراهية الأجانب، والتي غالباً ما تُغذّى بشائعات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: