تعرضت موآ، البالغة من العمر 37 عامًا، لتجربة قاسية بعدما اضطرت إلى استئصال رحمها بالكامل نتيجة إصابتها بسرطان عنق الرحم. الآن، وبعد أن تجاوزت هذه المرحلة الصعبة، توجه موآ رسالة قوية للنساء حول أهمية اللقاح والفحص الدوري لخلايا عنق الرحم.
في منطقة ستوكهولم وحدها، يتم فحص ما يصل إلى 200 امرأة سنويًا للكشف عن تغيّرات في خلايا عنق الرحم. وبدون العلاج المناسب، يمكن أن تتطور هذه التغيرات إلى سرطان قاتل، حيث يتسبب سرطان عنق الرحم في وفاة حوالي 150 امرأة سنويًا في السويد.
ووفقًا لقرار جديد من المنطقة، فإن جميع النساء اللاتي يخضعن لفحص خلايا عنق الرحم سيحصلن على لقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي يُعتبر المسبب الرئيسي لهذا النوع من السرطان.
تؤكد تالا الكردي، عضو المجلس الصحي في ستوكهولم، أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن النساء اللاتي يعانين من تغيّرات خطيرة في خلايا عنق الرحم معرضات للإصابة بسرطان عنق الرحم بمعدل 2-3 مرات أكبر من غيرهن.
قصة موآ وتجربتها مع المرض
موآ التي كانت تبلغ 32 عامًا في عام 2019، تم اكتشاف تغيّرات في خلايا عنق رحمها بعد فحص روتيني. لكنها تأخرت في إجراء الفحص بسبب إهمالها الكلي للكشف في الموعد المحدد، ما أدى إلى تطور حالتها إلى سرطان عنق الرحم.
تقول موآ: “ندمت على عدم الذهاب للفحص عندما كان الوقت مناسبًا، وأتمنى أن تكون تجربتي درسًا للجميع. هذه الفحوصات هي فرصة مجانية وفعالة لإنقاذ الحياة”.
وعلى الرغم من تلقيها عدة علاجات، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من التأكد من إزالة جميع الأنسجة السرطانية. لذلك، قرروا إجراء عملية جراحية لاستئصال رحمها، عنق الرحم وقناتي فالوب.
تغيير الحياة بعد الجراحة
بعد الجراحة، واجهت موآ وزوجها واقع عدم القدرة على إنجاب أطفال بيولوجيين. ومع ذلك، قررا التكيف مع الوضع الجديد، وقررا العيش بدون أطفال والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياتهما.
انتقلا من منزلهما في الضواحي إلى شقة في وسط المدينة، واستقرت موآ في وظيفة جديدة. كما اقتنيا كلبًا صغيرًا يُدعى فالي، الذي أصبح رفيقًا دائمًا لموآ.
تقول موآ: “لقد كان السرطان جزءًا من حياتي، لكنني اخترت ألا أسمح له بتحديد مستقبلي. الأمر يعتمد على كيفية التعامل مع تحديات الحياة”.
التطعيم للوقاية
منذ عام 2010، يتم تطعيم الفتيات ضد فيروس HPV في المدارس السويدية، وفي عام 2020 تم توسيع البرنامج ليشمل الفتيان أيضًا.
لكن حدث فجوة لمن وُلدوا بين عامي 1994 و1999، وفي عام 2021 قررت المنطقة تقديم التطعيم التداركي المعروف باسم “Catch up” لـ 76,000 امرأة في هذه الفئة العمرية.
إذا تلقى عدد كافٍ من الناس التطعيم، يمكن القضاء على هذا النوع من السرطان.
ومع ذلك، أقل من نصف هؤلاء استجابوا للتطعيم. وللوصول إلى المزيد منهم، تم تنظيم حملات، مثل تلك التي أُقيمت في جامعة ستوكهولم.
موآ تختم بالقول: “تلقوا اللقاح، فقد ينقذ حياتكم”.