ستو كهولم – SWED 24: تناولت مناظرة قادة الأحزاب السويدية التي جرت مساء أمس الأحد، مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية التي تهم المجتمع السويدي، حيث شهدت المناقشة جدلاً واسعاً حول عدد من النقاط المحورية، بما في ذلك الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وجرائم العصابات المسلحة.
وبدت الاختلافات واضحة في نقاشات قادة أحزاب تيدو الحاكمة بالتعاون مع حزب SD وأحزاب المعارضة. ورغم الهدوء ورباطة الجأش التي يتميز بها قادة الأحزاب السويدية في نقاشاتهم، الا أن ذلك لم يمنع النقاشات الحادة والنظرات الأكثر حدية التي تبادلها قادة الأحزاب فيما بينهم.
وبدأت المناظرة التي عرضت على قناة SVT2 التلفزيونية بسؤال تم توجيهه إلى جميع قادة الأحزاب السويدية فيما إذا كانوا يتطلعون إلى حضور المناظرة، وكانت اجابات جميع القادة بنعم، ما عدا إجابة جيمي أوكسون زعيم حزب SD الذي أجاب بـ كلا.
نقاش حول الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية
خلال النقاش، كانت نقطة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية محورية في الخطاب السياسي، حيث اتهمت نوشي دادغوستار، زعيمة حزب اليسار، حزب “سفاريا ديموكراتنا” بتغذية خطابات الكراهية والترويج للإسلاموفوبيا. كما أشارت إلى أن الخطاب المعادي للأقليات يمكن أن يساهم في تقسيم المجتمع السويدي وتزايد التوترات الاجتماعية. وعلى الرغم من هذه الانتقادات، دافع جيمي أوكيسون، زعيم “سفاريا ديموكراتنا”، عن سياسات حزبه، مشيرًا إلى أن حزبه لا يستهدف المسلمين، وإنما يركز على مكافحة التطرف وفرض القانون والنظام.
جرائم العصابات المسلحة
كانت قضية جرائم العصابات المسلحة من أبرز النقاط التي ناقشها قادة الأحزاب، حيث أكد رئيس الوزراء أولف كريسترسون أن حكومته تتخذ خطوات جادة للتصدي لظاهرة العنف والعصابات المسلحة التي باتت تشكل تهديدًا كبيرًا على المجتمع. وشدد على أهمية تشديد العقوبات وزيادة الجهود الأمنية لمحاربة هذه الظاهرة.
في المقابل، دعت نوشي دادغوستار إلى ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لهذه الجرائم، مثل الفقر والتهميش الاجتماعي، بدلاً من التركيز فقط على الحلول الأمنية.
نقاش حاد بين سفاريا ديموكراتنا وحزب اليسار
وكالعادة، شهد النقاش بين جيمي أوكيسون ونوشي دادغوستار توتراً ملحوظاً، خاصة فيما يتعلق بمسألة الإسلاموفوبيا والعنصرية. نوشي اتهمت “سفاريا ديموكراتنا” بأنه حزب يعتمد على تأجيج المخاوف من الأجانب، وأن سياساته تهدد بتقويض التسامح والتعددية في السويد.
في المقابل، ردّ أوكيسون بأن حزب اليسار يتجاهل التهديدات الحقيقية التي يواجهها المجتمع السويدي من قِبل الجماعات المتطرفة.
مواقف أولف كريسترسون
رئيس الوزراء أولف كريسترسون أكد خلال المناظرة على ضرورة التعاون بين الأحزاب السياسية لحل التحديات الكبيرة التي تواجه السويد، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية في مكافحة الجرائم والحد من الاستقطاب السياسي. كما أشار إلى أن حكومته ستواصل العمل على تقوية المؤسسات القانونية وزيادة التعاون الدولي لضمان أمن السويد.
وفيما يتعلق بموقف رئيسة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين ماغدالينا أندرشون، علقت على الفضائح الأخيرة التي طالت حزبها والمتعلقة ببيع تذاكر اليانصيب.
وشددت أندرشون على أن الحزب يأخذ هذه الفضائح على محمل الجد، مشيرة إلى ضرورة تعزيز الشفافية والمساءلة داخل الحزب. وقالت إن الحزب سيبدأ في مراجعة داخلية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأمور، وأنها ملتزمة بإصلاح الصورة العامة للحزب وتفادي أي أضرار إضافية على ثقة الناخبين.
المدارس والتعليم
ومن بين المحاور الهامة التي تم تناولها في المناظرة. تمحور النقاش حول كيفية تحسين جودة التعليم وضمان بيئة آمنة للطلاب، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه النظام التعليمي مثل تزايد العنف المدرسي. بعض القادة السياسيين ركزوا على أهمية تحسين الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، وتعزيز حضور المعلمين المؤهلين.
من جهة أخرى، تناول النقاش قضية الفروقات بين المدارس الخاصة والعامة، حيث أشار البعض إلى أن المدارس الخاصة تتلقى تمويلًا غير متوازن مقارنةً بالمدارس العامة، مما يخلق فروقًا كبيرة في جودة التعليم بين الفئات المختلفة من الطلاب.
في هذا السياق، شدد قادة الأحزاب على ضرورة توفير تعليم متساوٍ لجميع الطلاب بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية.
كما أثيرت قضية إدماج الطلاب المهاجرين في النظام التعليمي، حيث تمت مناقشة التحديات التي تواجه هؤلاء الطلاب وكيفية تسهيل اندماجهم من خلال برامج تعليم اللغة والدعم الخاص.
SWED 24