SWED24: تحولت حياة سيدة أعمال ناجحة تبلغ من العمر 41 عاماً من منصب رفيع في شركة أمنية وراتب سنوي يتجاوز 700 ألف كرونة إلى الاشتباه في ضلوعها في تفجيرات هزت العاصمة السويدية.
المشتبه بها، التي كانت تعمل في مجال الأمن، محتجزة الآن قيد التحقيق بتهمة التورط في تفجيرين وقعا مؤخراً في ستوكهولم، ضمن واحدة من أكبر القضايا الإجرامية التي تواجهها البلاد.
وفقاً لتحقيق أجرته SVT، فإن المرأة المحتجزة هي واحدة من أكثر من 30 شخصاً اعتقلوا خلال الأشهر الأخيرة، على خلفية موجة من التفجيرات التي اجتاحت السويد بين كانون الأول/ ديسمبر وشباط/ فبراير.
وتشير البيانات إلى أن الشرطة تمكنت من تحديد مشتبه بهم في 22 من أصل 60 تفجيراً، وهي نسبة تُعد مرتفعة نسبياً مقارنة بالسنوات السابقة.
وقال سفين غراناث، الخبير في علم الجريمة بجامعة ستوكهولم: “بالنسبة لهذا النوع من الجرائم، فإن هذه النسبة مرتفعة إلى حد ما. ورغم أنها لا تتجاوز 50 بالمائة، إلا أنها أفضل مما كانت عليه قبل عشر سنوات”.
مراهقون ونساء
تشير التحقيقات إلى أن 70 بالمائة من المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 – 19 عاماً، مما يسلط الضوء على التورط المتزايد للمراهقين في الجرائم العنيفة.
وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من المعتقلين رجال، إلا أن هناك خمس نساء بين المشتبه بهم، من بينهن السيدة التي كانت تشغل منصباً بارزاً في قطاع الأمن.
مع استمرار التحقيقات، توقعت الشرطة أن يرتفع عدد المعتقلين في الأيام المقبلة.
وقال ماكس أوكيروال، نائب رئيس شرطة منطقة جنوب ستوكهولم: “هناك دلائل قوية على أننا سنتمكن من توقيف المزيد من الأشخاص المتورطين في هذه الجرائم خلال الفترة القادمة”.
ملفات المعتقلين
وتكشف التحقيقات أن 60 بالمائة من المعتقلين لديهم سوابق جنائية، في حين أن البقية لم يتم إدانتهم بأي جرائم سابقة.
ومن اللافت أن ثلث المعتقلين سبق أن خضعوا للرعاية القسرية أو تم وضعهم في دور رعاية أسرية، وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الخلفيات الاجتماعية الهشة والانخراط في الجريمة المنظمة.
يرى سفين غراناث أن هذه الجرائم ليست مجرد أفعال فردية، بل جزء من نمط متكرر في عالم الجريمة المنظمة.
وأوضح: “من خلال دراسة مسارات الشباب الذين ينخرطون في الجريمة، نلاحظ أنهم يبدأون عادةً بارتكاب مخالفات صغيرة، ثم ينتقلون إلى جرائم أكثر عنفًا، مما يجعلهم في النهاية تحت أنظار الشرطة والخدمات الاجتماعية”.
في ظل تزايد تورط الشباب والمراهقين في أعمال العنف، وتوسع شبكات الجريمة المنظمة، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتمكن السلطات السويدية من كبح هذه الظاهرة، أم أن الجريمة ستواصل تجنيد المزيد من الأفراد، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والمهنية؟