ظلت ساعات العمل ثابتةً لنصف قرن، لكن المطالبات بتقصير أسبوع العمل تزايدت مؤخراً. تُثير هذه القضية انقساماً بين النقابات العمالية، وقد تصبح مادة ساخنة في الانتخابات المقبلة.
منذ إقرار أسبوع العمل المكوّن من 40 ساعة عام 1973، توقّفت السويد عن إدخال أي تعديلات على ساعات العمل.
يشير استطلاع للرأي أجراه معهد SOM إلى أن 54% من السويديين يؤيدون إقرار يوم عمل مدته 6 ساعات، وهي أعلى نسبة منذ مطلع القرن.
بدأ هذا العام تنفيذ تجارب لأسابيع عمل أقصر، ويسعى بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي لإعادة إثارة هذه القضية.
أعربت العديد من النقابات العمالية عن تأييدها لتشريع قانون جديد ينظّم ساعات العمل، لكن الفكرة لا تلقى إجماعاً.
يقول مارتن ويستفيلت، كبير مفاوضي اتحاد Unionen، أكبر نقابة عمّالية في السويد لـلتلفزيون السويدي (SVT): “يتعيّن على النقابات وأصحاب العمل إجراء التقييمات”.
انقسام بين النقابات
لطالما اختلفت الآراء داخل اتحاد نقابات العمال (LO) على مر السنين. حيث يعارض اتحاد عمال المعادن، الذي يشغل رئيسه مقعداً في اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، سنّ التشريعات، بينما يدعم اتحاد عمال البلديات هذه الخطوة.
يقول خبير ساعات العمل، ماتس إيسيمير: “لم تكن نقابات القطاع الخاص متحمسةً لتدخّل الساسة في هذه القضية، بينما رأت نقابات القطاع العام أن سنّ التشريعات أمرٌ ضروري لتجنّب تقليص ساعات العمل مقابل تخفيض الأجور”.
دور اتحاد نقابات العمال
تسعى رئيسة اتحاد نقابات العمال المنتهية ولايتها، سوزانا جيدونسون، إلى دفع الاتحاد للمطالبة بتقصير ساعات العمل “بكلّ قوتها”.
ستكون هذه القضية حاضرةً بقوة في مؤتمر اتحاد نقابات العمال، الذي ينطلق في 17 مايو، ومن المتوقع أن يؤثر قرار الاتحاد على توجّه الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
يقول ماتس إيسيمير: “لن يكون الحزب الاشتراكي الديمقراطي مستعداً للمضي قدماً في سنّ تشريعٍ جديدٍ ما لم يُبدِ اتحاد نقابات العمال إجماعاً وحماساً لهذه الفكرة. ستكون الخلافات الداخلية كبيرة للغاية”.
من المتوقع أن تقدم مجموعة عمل بقيادة أنيكا ستراندال اقتراحاً بهذا الشأن قبل حلول الصيف، وسيُحسم الجدل في هذه المسألة خلال مؤتمر الحزب العام المقبل.
ويرى ماتس كنوتسون، المعلّق السياسي في التلفزيون السويدي (SVT)، أن تقصير ساعات العمل قضية قد تؤثر في الانتخابات.
يُعلّق كنوتسون على ذلك قائلًا: “إن هذه القضية تُظهر صراعاً واضحاً بين اليمين واليسار”.