في عام 2018، أشعلت فتاتان بعمر 14 عامًا النار في مدرسة Gottsundaskolan بمدينة أوبسالا، مما أدى إلى تدمير كامل للمبنى.
واليوم، وبعد مرور ست سنوات على الحادثة، تروي سارة وهي إحدى الفتاتين اللواتي قامتها بإضرام النار في المدرسة (اسم مستعار) قصتها لأول مرة، موضحةً ما جرى في تلك الليلة وكيفية تعاطيها مع الأوضاع بعد الحادث.
في تلك الليلة الباردة، قررت الفتاتان التوجه إلى المدرسة بدلاً من العودة إلى منزلهما. باستخدام مطرقة، دخلتا المبنى عبر نافذة وكسروا باب غرفة المعلمين. هناك، وجدت الفتاتان كيسًا يحتوي على سائل إشعال وعلبة ثقاب. وبدلاً من الاكتفاء بالتدفئة، أشعلتا النار في المكان.
وتقول سارة: “كانت النار تشتعل بسرعة كبيرة. وما زلت أتذكر تلك اللحظات، كانت سريعة ومخيفة”. ولا تزال سارة تشعر بتلك اللحظات العصيبة حتى اليوم، مشيرةً إلى أن تلك الليلة أثرت بشكل كبير على حياتها.
في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، تلقت سارة وأسرتها خطابًا من شركة التأمين التابعة للبلدية يطالبها وشريكتها بتعويض مالي قدره 73 مليون كرون سويدي عن الأضرار التي تسببت بها الحريق. وأوضحت الرسالة أن المبلغ يزداد يوميًا بغرامات تأخير تبلغ 24,000 كرون.
رغم أن هذا المبلغ يعتبر هائلًا بالنسبة لسارة، إلا أنها تؤكد: “على الشخص أن يتحمل مسؤولية أفعاله”. وتقر سارة بأنها لا تزال تواجه تبعات الحادثة التي غيرت مسار حياتها، لكنها تعلمت الكثير من هذه التجربة المأساوية.
تبعات قانونية
تستعد شركة التأمين SKFAB لمقاضاة سارة وصديقتها أمام المحكمة في الخريف القادم.
وذكرت الشركة أن الأضرار التي لحقت بالمدرسة لا تغطيها بوليصة التأمين الخاصة بالفتاتين، مما يجعل الشركة مضطرة للمطالبة بالتعويض الكامل.
وقال ستيفان سكولد، المسؤول في الشركة: “نحن نطالب بالمبلغ الكامل، لكننا نتوقع أن المحكمة ستقوم بتخفيض التعويض المطلوب”.
استغرق التوصل إلى هذا القرار عدة سنوات بسبب تعقيدات توثيق الأضرار وتقدير التكاليف الحقيقية.
أعربت سارة عن أملها في أن تجربتها ستكون درسًا للأطفال الآخرين، مضيفةً: “آمل أن لا يقع أي طفل آخر في نفس الخطأ”.