SWED24: تتجه العديد من الشركات نحو تشديد سياساتها بشأن العمل عن بُعد، في خطوة تهدف إلى تعزيز الرقابة والحفاظ على الثقافة المؤسسية، لكن هذا التوجه قد يكون مدمرًا لبعض الشركات، وفقًا للباحثة كريستينا بودمان دانيلسون، المتخصصة في هندسة العمارة والمرتبطة بمعهدي KTH وChalmers.
تشير دانيلسون إلى أن الأسباب الرئيسية لتشديد سياسات العمل عن بُعد لا تتعلق فقط بالإنتاجية أو التعاون، بل ترتبط أيضًا بحاجة الشركات إلى مراقبة موظفيها.
وتقول: “لا أحد يريد الاعتراف بذلك، لكن أحد الدوافع الرئيسية لهذا التوجه هو الرغبة في فرض رقابة على الموظفين. العديد من المديرين يشعرون بعدم اليقين حول ما يفعله موظفيهم عند العمل من المنزل”.
العمل عن بُعد قد يضر بثقافة الشركات
بالإضافة إلى الدوافع الرقابية، هناك أسباب تنظيمية تدفع بعض الشركات إلى استدعاء موظفيها إلى المكاتب، حيث تؤثر بيئة العمل عن بُعد على تبادل المعرفة، وقد تضر بثقافة الشركات.
توضح دانيلسون: “في الشركات الابتكارية، يمكن أن يكون العمل عن بُعد كارثيًا ما لم يتم تطوير أدوات فعالة لتسهيله، كما هو الحال في شركات مثل Spotify”.
استندت دانيلسون في تحليلها إلى دراسة أجرتها عام 2023 لصالح معهد KTH، تضمنت مقابلات مع 53 مؤسسة وشركة كبرى في منطقة ستوكهولم، بتمويل من شركة العقارات Areim.
الإنتاجية قد تكون أعلى في المنزل
تُظهر الأبحاث أن العمل عن بُعد قد يزيد الإنتاجية في بعض الحالات، لا سيما عندما يكون مكان العمل مليئًا بالمشتتات.
وتشرح دانيلسون، قائلة: “خلال الجائحة، رأينا كيف أن العمل بهدوء في المنزل يمكن أن يعزز الإنتاجية. العديد من المكاتب مصممة بشكل غير فعال، وتؤدي إلى تشتيت الموظفين، مما يجعل العمل من المنزل خيارًا أفضل”.
وأشارت إلى أن بيئات العمل المفتوحة قد تكون مشكلة حقيقية، حيث تؤدي إلى انخفاض القدرة الإدراكية للموظفين بنسبة تصل إلى 30 بالمائة، وفقاً للدراسات.
تحديات القيادة في ظل العمل الهجين
في المقابل، فإن العمل عن بُعد يتطلب مهارات قيادية متقدمة لضمان الحفاظ على إنتاجية الموظفين وولائهم للمؤسسة.
تقول دانيلسون: “من الأسهل إدارة الفريق عندما يكون الجميع في نفس المكان، حيث أن التفاعل الجسدي هو العامل الأقوى في بناء ثقافة مؤسسية قوية. لذلك، يجب أن يكون القادة أكثر كفاءة ومرونة في إدارة فرق تعمل عن بُعد”.
مع انتقال العديد من الموظفين إلى نمط العمل الهجين، بدأت بعض الشركات في إعادة تقييم حجم مكاتبها وتقليص المساحات الفارغة، وهو أمر تحذر منه دانييلسون بشدة.
تضيف دانيلسون، قائلة: “من السهل التفكير في تقليص مساحة المكاتب، لكن ذلك قد يؤدي إلى فجوة أكبر بين بيئة العمل المنزلية والمكتبية، ما قد يُضعف ثقافة الشركة على المدى الطويل”.
وتحذر دانيلسون من اتخاذ قرارات متسرعة بشأن إلغاء العمل عن بُعد أو تقليص مساحات المكاتب، مشيرةً إلى أن التوازن بين العمل المكتبي والمنزلي هو الحل الأمثل لضمان بيئة عمل منتجة ومستدامة.