SWED24: تشهد العاصمة السويدية ستوكهولم ارتفاعاً حاداً في عمليات الاحتيال المرتبطة بسرقة الذهب، بالتزامن مع ارتفاع أسعار المعدن الثمين إلى مستويات قياسية.
وبحسب تووي هيغ، المسؤولة في وحدة مكافحة الاحتيال بالشرطة السويدية، فإن عدد محاولات السطو والسرقات الناجحة التي تستهدف كبار السن في منازلهم ارتفع بشكل واضح منذ بداية العام.
تقول هيغ: “في يوم الأحد الماضي وحده، تلقينا 12 بلاغاً عن محاولات احتيال خلال ساعتين ونصف فقط في منطقة ناكا”، مشيرة إلى أن العدد الفعلي للحالات قد يكون أكبر بكثير بسبب عدم الإبلاغ عن بعضها.
أساليب الاحتيال: رسائل مزيفة وشركاء في الميدان
تتبع العصابات الإجرامية أساليب مألوفة لكنها فعالة، مثل إرسال رسائل نصية جماعية تحمل معلومات كاذبة حول طلبات لم يتم إجراؤها، مثل إشعار بوصول طرد عالق في الجمارك أو طلب استلام سلعة في متجر. هذه الرسائل تتضمن رقماً يُطلب من الضحية الاتصال به في حال لم يكن قد أجرى الطلب.
وبمجرد أن يرد الشخص على المكالمة، يبدأ المحتال في إقناعه بأن الاحتفاظ بالذهب والمجوهرات في المنزل أمر غير آمن، عارضاً عليه “خدمة” لنقلها إلى مكان آمن.
تنفيذ سريع وخداع مُحكم
يتم تنفيذ الاحتيال بسرعة فائقة، إذ غالباً ما يكون هناك شريك ينتظر في محيط الضحية، بحيث يتمكن من الوصول إلى المنزل بسرعة بمجرد إقناع الضحية عبر الهاتف.
توضح هيغ، قائلة: “في بعض الحالات، يدّعي الشخص الذي يقرع الباب أنه قادم وفقاً لاتفاق هاتفي، أو يدّعي أن الوضع طارئ ليتمكن من دخول المنزل بالقوة”.
لكن في معظم الحالات، لا يُضطر المحتالون إلى اقتحام المنازل، بل يتمكنون من التلاعب بالضحايا لإدخالهم طواعية.
الاحتيال باستخدام هوية الشرطة
في منطقة يارفالا، استغل المحتالون موجة السطو المتكرر في المنطقة، حيث تظاهروا بأنهم عناصر من الشرطة لإقناع الضحايا بتسليم مجوهراتهم بحجة “حمايتها”.
تقول هيغ: “هؤلاء المحتالون يراقبون الأخبار ويتكيفون مع الوضع الراهن”.
كما هو الحال مع معظم عمليات الاحتيال من هذا النوع، فإن كبار السن هم الفئة الأكثر استهدافاً.
لكن هل من المحبط أن كبار السن لا يستطيعون التعامل مع هذه المكالمات الاحتيالية؟
تجيب هيغ، قائلة: “تخيل مجتمعاً لا يستطيع فيه كبار السن العيش فيه بأمان! هذا هو الأمر المحبط حقاً، وليس أن يقع بعضهم ضحية للاحتيال”، مشيرة إلى أن الأكثر إحباطاً هو أن بعض الشباب لا يستطيعون حتى تمييز المواقع الإلكترونية المزيفة.
يقوم المحتالون بتكييف أساليبهم بناءً على عمر الضحية ووضعه الاجتماعي.
تقول هيغ: “أنا شخصياً أتلقى رسائل نصية مثل ’مرحباً أمي، هاتفي معطل، أرسل لي المال‘”، موضحة أن هذه إحدى أكثر الحيل شيوعاً.
وأوضحت أن أفضل وسيلة لتجنب الوقوع ضحية هي إنهاء المكالمة فوراً وعدم التردد في ذلك.
تضيف هيغ: “إحدى السيدات التي تحدثت معها أخبرتني أنها اعتادت الرد على المكالمات الواردة من أرقام غير معروفة عبر مكبر الصوت، مما يجعل المكالمة أقل شخصية، ويساعدها على إنهائها بسهولة”.
ولم تكشف الشرطة حتى الآن عن حجم أو قيمة الذهب المسروق في ستوكهولم منذ بداية العام، لكن التحقيقات تشير إلى أن السرقات لا تقتصر على الذهب فقط، بل تشمل أيضاً بطاقات مصرفية ونقداً.