SWED 24: في تطور صادم، شهدت مدينة أوربرو واحدة من أكثر الحوادث دموية في تاريخ السويد الحديث، حيث أسفرت جريمة إطلاق النار الجماعي في مدرسة ريسبرغسكا عن مقتل 11 شخصًا وإصابة آخرين بجروح خطيرة. تأتي هذه المأساة بعد شهر دموي شهد تفجيرات قياسية واغتيال سلوان موميكا المثير للجدل، مما يضع البلاد أمام اختبار أمني غير مسبوق.
وخلال مؤتمر صحفي طارئ، وصف رئيس الوزراء أولف كريسترسون، مساء أمس، المجزرة بأنها “أحلك يوم في تاريخ السويد الحديث”، مؤكدًا أن البلاد لم تشهد من قبل هجومًا بهذا الحجم داخل مؤسسة تعليمية.
وقال كريسترسون: “هذه الجريمة تهز أسس مجتمعنا. لا يوجد ما يبرر قتل الأبرياء بدم بارد داخل مدرسة. نحن ملتزمون بكشف الحقيقة واتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الفاجعة”.
من جانبه، شدد وزير العدل غونار سترومر على أن الحكومة لن تتهاون في مواجهة تصاعد العنف غير المسبوق، لكنه امتنع عن تصنيف الحادثة على أنها عمل إرهابي، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.
حتى الآن، لم تكشف السلطات عن تفاصيل كثيرة حول هوية منفذ الهجوم، إلا أن مصادر أمنية أكدت أنه رجل في منتصف الثلاثينيات، غير معروف لدى الشرطة ولم يكن له سجل إجرامي سابق.
وفقًا لمصادر في TV4، فقد استخدم الجاني سلاحاً نارياً مرخصاً لتنفيذ الجريمة، حيث أطلق النار على ضحاياه داخل المدرسة، قبل أن يقتل نفسه.
وقال قائد شرطة أوربرو، روبرتو إيد فورست، خلال مؤتمر صحفي: “لا نرى أي دلائل حتى الآن تشير إلى دوافع أيديولوجية أو ارتباط الحادث بأي تنظيم متطرف. نعتقد أن الجاني تصرف بشكل فردي، لكننا لا نستبعد وجود أشخاص آخرين على صلة بالجريمة.”
تكتم أمني فوق العادة
وامتنعت الشرطة عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، مشيرة إلى أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولية. كما حذّرت من انتشار معلومات غير مؤكدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعية المواطنين إلى توخي الحذر وعدم نشر الشائعات.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة، إيفيلينا أوستروم: “هناك الكثير من المعلومات المغلوطة المنتشرة على الإنترنت، ونحث الجميع على الاعتماد فقط على البيانات الرسمية”.
هل يتغير المشهد الأمني في السويد؟
ما حدث في أوربرو ليس مجرد جريمة أخرى في سلسلة الجرائم العنيفة التي تعصف بالسويد، بل منعطف خطير في الوضع الأمني، حيث يستهدف العنف الآن أكثر الأماكن حساسية: المدارس.
وقد أثارت الحادثة موجة واسعة من ردود الفعل الدولية، حيث وصفتها وسائل إعلام عالمية مثل CNN وThe Guardian بأنها “لحظة فاصلة في تاريخ السويد”، مشيرة إلى أن البلاد كانت تكافح بالفعل موجة غير مسبوقة من جرائم العصابات والتفجيرات، لكن جرائم القتل الجماعي نادرة للغاية في البلاد.
ومع تصاعد القلق العام، يواجه صانعو القرار في السويد ضغوطًا متزايدة لاتخاذ إجراءات فورية وجذرية. وعلى الرغم من التشديدات الأمنية والقوانين الصارمة التي أقرتها الحكومة مؤخرًا، إلا أن الجريمة الأخيرة تطرح تساؤلات خطيرة حول ما إذا كانت هذه التدابير كافية لوقف دوامة العنف التي تعصف بالبلاد.
السويد أمام مفترق طرق. فإما أن تتخذ إجراءات حاسمة تعيد الأمن والاستقرار، أو تجد نفسها أمام واقع جديد تصبح فيه هذه الجرائم جزءًا من المشهد اليومي.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن النظام الأمني والقضائي السويدي من التصدي لمثل هذه التهديدات، أم أن البلاد تتجه نحو مستقبل أكثر اضطرابًا؟