لا شيء يضاهي شعور الغوص في نهاية يوم طويل على فراشٍ نظيف برائحة منعشة، أليس كذلك؟ لكن هل تساءلت يومًا ما إذا كانت ملاءتك البيضاء الناصعة تخفي سرًا قذرًا؟
بينما ننعم بليالينا على الفراش، تتسلل إلينا خلسةً حشودٌ من الكائنات الدقيقة غير المرئية، تتكاثر على بقايا خلايانا الميتة وعرقنا، وتتحول ملاءاتنا إلى ساحاتٍ لمعاركَ مجهرية قد تكون صحتنا هي الخاسر الأكبر فيها.
يوصي الخبراء بتغيير أغطية السرير كل أسبوعين كقاعدةٍ عامة، لكن الحقيقة أن هذه الفترة قد تطول أو تقصر تبعًا لعدة عوامل، فلا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع.
فصول السنة وعادات النوم: معادلة دقيقة
تلعب فصول السنة وعادات نومنا دورًا محوريًّا في تحديد وتيرة تغيير أغطية الفراش. ففي الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة، نتعرّق بغزارةٍ أكبر، ما يجعل من أسرّتنا بيئةً رطبةً مثاليةً لنمو البكتيريا والفطريات.
أما في فصل الشتاء، فقد نظنّ أننا في مأمنٍ من هذه الكائنات، لكن الحقيقة أن التدفئة المركزية تُقلّل من نسبة الرطوبة في الجو، مما قد يتسبب بجفاف الجلد وتساقط خلاياه الميتة على الفراش، وبالتالي، توفير غذاءً لديدان الغبار.
كما تؤثر عاداتنا اليومية بشكلٍ مباشر على نظافة فراشنا، فممارسة الرياضة قبل النوم مباشرةً، أو تناول الطعام في السرير، أو حتى مشاركة السرير مع حيواناتنا الأليفة، كلّها عوامل تساهم في زيادة تراكم الأوساخ والبكتيريا، وتستدعي تغيير أغطية السرير بشكلٍ أكثر تكرارًا.
من بقع العرق إلى أعراض المرض: متى تدق أجراس الخطر؟
لا يخفى على أحدٍ أنّ ظهور البقع و الروائح الكريهة على أغطية السرير دليلٌ قاطعٌ على ضرورة غسلها فورًا، فما نراه بالعين المجردة ليس سوى غيضٍ من فيضٍ، إذ تتكاثر البكتيريا وتختبئ بين طيات الأقمشة، مسببةً العديد من المشاكل الجلدية كالبثور والحساسية.
و الأمر لا يقتصر على المظهر فحسب، بل يمتدّ ليشمل صحتنا بشكلٍ عام، فإهمال نظافة الفراش قد يعرضنا للإصابة بالأمراض وخاصةً أمراض الجهاز التنفسي، كما أنّ عدم غسل أغطية السرير بعد المرض يعرّض الآخرين لخطر العدوى.
نصائح ذهبية للحفاظ على نظافة الفراش
- احرص على غسل أغطية السرير بالماء الساخن للقضاء على البكتيريا والجراثيم بشكلٍ فعال.
- لا تهمل تهوية غرفة النوم وتعريض السرير للشمس بشكلٍ دوريّ، فهي من أفضل الطرق الطبيعية للقضاء على الرطوبة ومنع نمو الفطريات.
- استخدم المراتب و أغطية الوسائد الواقية لتقليل تسرّب السوائل والأوساخ إلى الطبقات الداخلية.
في الختام، تذكّر دائمًا أنّ الحفاظ على نظافة فراشك ليس مجرد رفاهية، بل هو استثمارٌ في صحتك وسلامتك.
المصدر: BBC