يعيش ما يقرب من 300 ألف شخص في السويد بمفردهم، دون أن يروا أفراد أسرهم أو أصدقائهم أو معارفهم سوى بضع مرات في الشهر، مما يعرضهم لخطر العزلة الاجتماعية. ولذلك، أطلقت جمعية “كبار السن في السويد” (SPF Seniorerna) مبادرة جديدة تهدف إلى مكافحة هذه الظاهرة.
وأظهرت دراسة دولية أجرتها هيئة الصحة العامة السويدية هذا العام أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية أكثر شيوعًا بين الشباب وكبار السن ممن يعيشون بمفردهم، والأشخاص ذوي الإعاقة، والعاطلين عن العمل.
وتقول مارغريتا أورفيرود (91 عامًا)، التي عاشت بمفردها معظم حياتها: “أنا معتادة على العيش بمفردي. لكنني أشعر أحيانًا بالحاجة الماسة للتحدث مع أحد. كنت أتصل بصديقة لي وأخبرها أنني أريد الحديث، فتستمع إليّ لساعات. ولكنها توفيت الآن، وليس لدي من أتحدث إليه.”
وتشير تقارير المجلس الوطني للصحة والرعاية بالسويد لعام 2022 إلى أن 10% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و 84 عامًا في السويد يعانون من العزلة الاجتماعية.
كما تشير إلى أن 8% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 85 عامًا أو أكثر يعانون من عزلة اجتماعية شديدة، مما يعني أنهم لا يتواصلون مع الآخرين عبر الهاتف أو الإنترنت إلا مرة واحدة في الأسبوع أو أقل.
وتشهد السويد حاليًا العديد من المبادرات الهادفة إلى الحد من الشعور بالوحدة بين مختلف الفئات العمرية، على المستويين البلدي والمجتمعي، وفقًا لدراسة أجرتها هيئة الصحة العامة هذا العام.
ومن بين هذه المبادرات، حصلت جمعية “كبار السن في السويد” على تمويل من مؤسسة الميراث العامة لمشروعها الممتد لثلاث سنوات “متطوعون ضد العزلة غير الطوعية لكبار السن”. ويهدف المشروع إلى الحد من شعور كبار السن بالوحدة من خلال العمل التطوعي.
ويقول بيتر سيكستروم، الأمين العام لجمعية “كبار السن في السويد”: “نحاول كسر العزلة الاجتماعية التي يعاني منها كبار السن من خلال إشراك كبار السن الآخرين كمتطوعين للتواصل معهم ومساعدتهم على الخروج من عزلتهم.”
ويضيف سيكستروم: “هناك فرق بين العزلة التي يختارها الفرد، والعزلة المفروضة عليه. لكن في حالة العزلة الاجتماعية، يكون الأمر أعمق بكثير”.
ويردف: “فالأشخاص الذين يعيشون في عزلة اجتماعية لا يسعون للتواصل مع أي شخص خارج منازلهم، ويكون التواصل معهم أصعب بكثير. وعندما تلتقي بهم، يروون قصصًا مؤلمة عن عدم تحدثهم مع أحد لأيام أو حتى أسابيع.”
المصدر: SVT