SWED24: مع تقدم التحقيقات في الهجوم الدموي الذي وقع في حرم ريسبيرجسكا بأوربرو، بدأت ملامح الحادث تتضح للشرطة، إلا أن العديد من الأسئلة لا تزال دون إجابة، خصوصًا ما يتعلق بدوافع منفذ الجريمة. ولا تزال السلطات تعمل على جمع وتحليل الأدلة الرقمية في إطار تحقيق مكثف للوصول إلى الحقيقة.
وصرّح نيكلاس هالغرين، نائب قائد شرطة منطقة بيرغسلاغن، خلال مقابلة مع SVT Morgonstudion، قائلاً: “نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نعرف بما فيه الكفاية عن الجاني كشخص، عن ماضيه، وعن الأسباب التي دفعته لارتكاب هذا الفعل”.
تحقيق مكثف واستجواب أكثر من 250 شاهدًا
منذ وقوع المجزرة قبل نحو أسبوع، أجرت الشرطة أكثر من 250 مقابلة مع شهود العيان، بالإضافة إلى تنفيذ تحقيقات تقنية واسعة شملت المدرسة التي تبلغ مساحتها 17,000 متر مربع، فضلًا عن تفتيش منزل الجاني بحثًا عن أدلة.
وتؤكد السلطات الآن أن المشتبه به ريكارد أندرسون هو منفذ الجريمة، لكن الدافع وراء الهجوم لا يزال غير واضح.
تراجع الشرطة عن تصريح سابق بشأن الدوافع الأيديولوجية
كانت الشرطة قد ذكرت في بيان رسمي، الأربعاء الماضي، أن “كل الدلائل تشير إلى أن الجاني تصرف بمفرده دون دوافع أيديولوجية”، لكن نيكلاس هالغرين أعرب لاحقاً عن أسفه لهذه الصياغة، معتبرًا أن الاستنتاج جاء متسرعاً.
وأوضح هالغرين، قائلاً: “الأيام الأولى بعد الحادث كانت شديدة التوتر، وحدثت بعض الأخطاء في طريقة التواصل. لم يكن بإمكاننا في تلك المرحلة المبكرة الادعاء بأننا نملك أدلة قاطعة حول الدافع. التعبير المستخدم في البيان كان مقيّدًا للغاية”.
معظم الضحايا من أصول أجنبية.. هل كان الهجوم بدافع عنصري؟
وتشير التحقيقات إلى أن أغلب الضحايا في الهجوم كانوا من أصول أجنبية، وهو عامل تأخذه الشرطة في الاعتبار عند تحليل الدوافع المحتملة للجريمة.
واضاف هالغرين: “إذا كان هناك دافع عنصري وراء الهجوم، فمن الضروري كشفه، ليس فقط لتحقيق العدالة، ولكن أيضاً لمساعدة المجتمع على التعافي ومنع تكرار مثل هذه الجرائم”.
حتى الآن، الرابط الوحيد المؤكد بين الجاني والمدرسة هو أنه كان طالبًا سابقًا في المؤسسة نفسها. ومع ذلك، لا تزال الشرطة تبحث في خلفيته عن أي دلائل قد تفسر دوافعه.
وأوضح هالغرين: “ما زلنا نبحث في كل الاحتمالات، لكن من المبكر جدًا تحديد سبب قاطع لهذه الجريمة”.
التحديات في كشف الدوافع وسط خطر المعلومات المضللة
مع غياب تفسير واضح للجريمة، يحذر الخبراء من أن عدم وجود إجابات قد يؤدي إلى انقسامات اجتماعية وزيادة مشاعر عدم الثقة تجاه السلطات.
في الوقت نفسه، يشير هالغرين إلى أن تقديم معلومات غير دقيقة أو استنتاجات متسرعة قد يكون مدمرًا للتحقيقات، وقد يفقد عائلات الضحايا الثقة في عمل الشرطة.
“علينا أن نكون دقيقين في كل ما نقوله، لأن المعلومات الخاطئة قد تؤدي إلى عواقب سلبية على التحقيق، وتضر بمشاعر العائلات التي تبحث عن الحقيقة”، يقول نائب قائد الشرطة.
مع وفاة الجاني، تواجه السلطات عقبة كبيرة في الكشف عن دوافعه، حيث لن يكون من الممكن استجوابه مباشرة.
يقول هالغرين: “تُظهر الأبحاث والخبرات السابقة أن تحديد الدوافع يصبح أكثر صعوبة عندما لا يكون هناك جاني على قيد الحياة لاستجوابه”.