لم تكن رحلة الهولندي “كور برورس” الصيفية هذا العام اعتيادية، فقد قرر قطعها بالدراجة الهوائية منطلقاً من منزله الواقع في هولندا الى منزل شقيقته وزوجها العراقي الواقع في السويد.
استغرق الطريق 22 يوماً، صاحب فيه دراجته الهوائية وانطلق في رحلة ممتعة زار من خلالها دول ومناطق عدة قبل وصوله الى هدفه.
يقول برورس، 61 عاماً عن رحلته لـ SWED 24، انه كان يقود دراجته من الساعة الثامنة والنصف صباحاً وحتى الخامسة عصراً مع استراحات متقطعة قصيرة، قاطعاً 100 كيلو متراً (10 أميال) في اليوم.
وعدا عن كون قيادة الدراجة رياضة شائعة جداً في المجتمعات الأوروبية، الا ان كور الهولندي الذي يعمل في التقنيات الإلكترونية يعتمدها كنمط حياتي، ويتخذ منها وسيلة نقل للوصول الى عمله، حيث يقود دراجته بشكل يومي قاطعاً مسافة 18 كيلو متراً في طريق ذهابه الى العمل ومثلها عند رجوعه الى المنزل طوال العام، ما يشكل بمجموعه 36 كيلو متراً يومياً بغض النظر عن الظروف الجوية وقساوتها في بعض المرات.
الرحلة الثانية من نوعها
يقول برورس، ان رحلته بالدراجة الهوائية من هولندا الى السويد، هي الثانية من نوعها، إذ انه قام برحلة سابقة أولى قبل أربع سنوات وتحديداً في عام 2018 سلك خلالها طريقاً أقصر استمر عشرة أيام قطع فيها مسافة 1777 كيلو متراً.
وفي رحلته الثانية، اختار برورس طريقاً أطول استمر ثلاثة أسابيع ويوماً واحداً، مر من خلاله بألمانيا والدنمارك قبل وصوله الى السويد في 25 تموز/ يوليو.
مغامرات برورس مع دراجته الهوائية لم تقتصر على هاتين الرحلتين الطويلتين بل كانت له رحلات أخرى خلال الأعوام 2018-2022 منطلقاً من هولندا الى ألمانيا والدنمارك وبالعكس.
التخطيط قبل 24 ساعة
يقول برورس انه يخطط لرحلته قبل 24 ساعة، حيث يبحث في محرك البحث غوغل عن فندق مناسب في المنطقة التي سيصل اليها للمبيت فيه والتجوال وتناول الطعام في مطاعمها، إذ ان الهدف من رحلته ليس فقط قيادة الدراجة بل أيضاً السياحة واستكشاف معالم الدول والمناطق التي يزورها لكن بوسيلة نقل غير معتادة كثيراً، ما يجعله يستمتع بمشاهدة مناطق كثيرة ومناظر خلابة لا يمكن للمسافرين بوسائل نقل أخرى التمتع بها.
على خطى والدته
قيادة الدراجة الهوائية ثقافة مجتمعية شائعة لدى الهولنديين الذين لا يعتمدونها كرياضة فقط بل كوسيلة نقل توفر لهم المتعة والمال في نفس الوقت.
يقول برورس أنه يقود الدراجة منذ ان كان عمره خمسة أعوام وربما أصغر من ذلك وأن والدته التي تبلغ من العمر 87 عاماً الآن لا زالت تقود الدراجة لتصل الى منازل صديقاتها أو للتسوق.
ويوضح ان كل فرد في هولندا لديه ما لا يقل عن دراجتين وهناك من يملكون الكثير منها، مشيراً الى الفوائد الصحية التي يكسبها الفرد من قيادته للدراجة كتعزيز اللياقة البدنية وتنشيط العقل وتزويد الانسان بالطاقة الإيجابية.
لوازم الرحلة
يتزود برورس بمستلزمات لابد منها للمحافظة على ديمومة رحلته، على سبيل المثال هاتفه المحمول الذي يعتمد من خلالها قراءة خريطة الطريق والحجز الفندقي والدفع عند شراءه حاجة، خوذة، مضخة هوائية لنفخ عجلة الدراجة وعُدة لإصلاح العطلات البسيطة التي قد تحصل، ملابس وحذاء خاصين لقيادة الدراجة، ملابس مطرية وملابس عادية.
وحول ما صادفه من أمر مميز في رحلته الثانية، قال بوروس، إنه التقى بسويسري يشاركه في هواية قيادة الدراجة لمسافات طويلة وبشكل أكبر منه، اذ كان يقود 50 كيلومتراً في اليوم.
ويضيف: أنها لصدفة جميلة ان تلتقي شخص يشاركك الهواية نفسها.
يقول بوروس ان سيستقل الطائرة في طريق العودة وانه ما كان ليتردد ابداً بالعودة من السويد الى هولندا بالدراجة لو توفر لديه الوقت الكافي لذلك، لكن عطلته الصيفية على وشك الانتهاء بعد ان قضى اكثر من ثلاثة أرباعها في الطرقات مع صديقته الدراجة.