مع رنين جرس بداية العام الدراسي الجديد في السويد، تتجدد المخاوف داخل أروقة المدارس حول ظاهرة غياب الطلاب بسبب سفر عائلاتهم خلال الفصل الدراسي. فبينما يعتبرها بعض الأهالي “حقاً مشروعاً” ، تُثير هذه الممارسة قلقاً متزايداً لدى المسؤولين التعليميين والاجتماعيين.
وتنص قوانين التعليم الإلزامي في السويد على ضرورة التزام الطلاب بالدوام المدرسي منذ المرحلة التمهيدية وحتى الصف التاسع، مع إمكانية تقديم أعذار مرضية أو الحصول على إذن مسبق في حالة السفر.
إلا أن العديد من مديري المدارس عبّروا عن استيائهم من تكرار ظاهرة غياب الطلاب بسبب سفر عائلاتهم خلال العام الدراسي، مما يُعيق متابعة مسيرة أبنائهم التعليمية ويُثير التساؤلات حول مدى وعيهم بأهمية التعليم الإلزامي والتزامهم بقوانين المملكة.
من جهتها، أكدت إدارة الشؤون الاجتماعية في بلدية نورشوپينغ أنها تتعامل مع بلاغات “القلق” بشأن غياب الطلاب بشكل جدي، حيث تلقت منذ بداية العام الدراسي الحالي حوالي 10 بلاغات، تم التحقيق فيها جميعاً مع الأهالي والمدرسة لتحديد ملابساتها واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي سياق متصل، أبدى منذر السبعيني، مدير إحدى المدارس في مدينة يوتوبوري، قلقه إزاء غياب عدد من الطلاب عن الدراسة منذ بداية العام، لافتاً إلى عدم تقدم أولياء أمورهم بأية تبريرات واضحة أو مقنعة بشأن ذلك.
وأكّد السبعيني أن إدارة المدرسة تتعامل مع هذه الحالات بمنتهى الحذر والجدية، حيث تبدأ باتصالات مع الأهالي، ثم مع الأقارب، وقد تصل إلى استبيان أصدقاء الطالب الغائب لفهم أسباب غيابه.
وأضاف: “إذا باءت كل محاولاتنا بالفشل في التوّصل إلى تفسير مُقنع لغياب الطالب، نضطر حينها إلى إبلاغ الخدمات الاجتماعية (السوسيال) ليتولّوا بدورهم التحقيق في الأمر.”
وفي تعقيبه على ظاهرة سفر بعض العائلات خلال العام الدراسي، قال السبعيني: “لا ننكر حق الطلاب في زيارة أو العودة إلى بلدانهم الأصلية، لكن يجب على أولياء أمورهم إبلاغ المدرسة مسبقاً وتقديم الأسباب التي دفعت لذلك، فنحن نضع سلامة طلابنا وحرصنا على مُتابعة مسيرتهم التعليمية في صدارة أولوياتنا. “
من ناحية أخرى، دافع بعض الأهالي عن حقهم في السفر مع أبنائهم خلال العام الدراسي، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار تذاكر السفر خلال العطلات الرسمية يُجبرهم على اختيار أوقات أخرى أقل تكلفة. وطالبوا السلطات بـ “مرونة” أكبر في التعامل مع ظروفهم ومراعاة حقوقهم في قضاء إجازاتهم العائلية دون تعقيدات.
المصدر: راديو السويد