في هذه الأيام يحوم متوسط العمر المتوقع للإنسان حول رقم 77 عاما، ولكن في ما يسمى بـ “المناطق الزرقاء”، فإن العمر الافتراضي أطول بكثير.
ويعيش سكان المناطق الزرقاء، والتي تشمل كلا من سردينيا وإيكاريا وأوكيناوا ونيكويا ولوما ليندا، لأكثر من 100 عام.
وكتب جمال نازي في “العربية” نقلا عن موقع Eat This Not That، قوله إن من الصعب أن تعثر على المشروبات المصنعة مثل الصودا والعصير المحلى والمشروبات الرياضية في ثلاجة أحد سكان هذه المناطق.
لكن يمكن بسهولة الوصول إلى بعض المشروبات الصحية التالية، التي يتميز العديد منها بأنه مليء بمضادات الأكسدة التي تقاوم الأمراض وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية المعززة للصحة، كما يلي:
1. الماء
في جميع المناطق الزرقاء، من الشائع تقديم الماء مع الوجبات – بالإضافة إلى شربه بين الحين والآخر على مدار اليوم.
وفي هذا الشأن، تقول ناتالي كوموفا، اختصاصية تغذية: إن “الماء ضروري للعيش لفترة أطول لأنه يساعد الجسم على التخلص من السموم والحفاظ على ضغط الدم الطبيعي وزيادة التمثيل الغذائي”، مشيرة إلى أن “شرب كمية كافية من الماء يوميًا يمكن أن يحسن وظائف الجسم، ويزيد من العمر على المدى الطويل”.
كما أفاد المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC أن الماء يساعد في حماية الحبل الشوكي وتليين المفاصل، ويضمن للجسم الحفاظ على درجة حرارة طبيعية. كما توصلت الأبحاث العلمية أن المياه المعدنية تساعد في تعزيز صحة العظام وتفيد في الهضم.
2- القهوة السوداء
تؤكد دانا إليس هونيس، كبيرة الأطباء في مركز UCLA الطبي ومؤلفة الكتاب الجديد Recipe For Survival، أن “حبوب البن مليئة بمضادات الأكسدة والبوليفينول والعوامل الأخرى المضادة للالتهابات، وترتبط بطول العمر وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة”.
كما يُعرف جميع سكان سردينيا وإيكاريان ونيكويان بكونهم يشربون القهوة يوميًا.
ووجدت دراسة أجريت عام 2018 أن استهلاك القهوة المعتاد مرتبط بتقليل مخاطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى أنها قد تحمي من مرض السكري من النوع 2 والسمنة.
كما كشفت الأبحاث أن استهلاك القهوة المزمن يمكن أن يحمي من بعض الأمراض التنكسية العصبية ويرتبط بمخاطر أقل للإصابة بأمراض الكبد والسرطان.
ولكن من المهم ملاحظة أن إضافة السكر أو الكريمة أو العصائر المنكهة إلى فنجان القهوة يمكن أن يلغي فوائدها الصحية.
3 – الشاي الأخضر
يعتبر الشاي الأخضر عنصرًا غذائيًا أساسيًا يوميًا في العديد من المناطق الزرقاء، وخاصة أوكيناوا، وفقاً لما ذكرته دانا إليس هونيس.
بدورها تؤكد كوموفا إن “الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة والبوليفينول، التي تمنع الأمراض عن طريق تنظيم الكوليسترول واستقرار ضغط الدم وتعزيز انقسام الخلايا”.
كذلك، توصلت دراسة، تم نشر نتائجها عام 2007 في موقع Nutrition Reviews، إلى أن استهلاك الشاي الأخضر كان مرتبطًا بصحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام، بينما اكتشفت مراجعة علمية أخرى، تم نشرها عام 2017 في موقع Phytomedicine، وجود صلة محتملة بين استهلاك الشاي الأخضر وتحسين الذاكرة.
وأثبتت دراسة، أجريت عام 2013 ونُشرت نتائجها في الدورية الأميركية للتغذية السريرية، أن شرب الشاي الأخضر يمكن أن يقلل مستويات السكر في الدم، مما يساعد على منع تطور مرض السكري من النوع 2.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن يساعد epigallocatechin gallate، وهو نوع معين من مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر، في منع نمو ورم السرطان، بحسب ما ورد في نتائج دراسة أجريت عام 2011 ونشرتها دورية Cancer Metastasis Review.
4 – الشاي الأسود
يحظى الشاي الأخضر باهتمام كبير بسبب محتواه من مضادات الأكسدة، لكن لا يقلل ذلك من أهمية الشاي الأسود، والذي أثبتت الأبحاث أنه يمكن أن يقدم العديد من نفس فوائد مكافحة الأمراض.
وأظهرت الدراسات أن الشاي الأسود يمكن أن يعزز طول العمر بعدة طرق مختلفة، من بينها خفض مستويات السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وتحسين الكوليسترول والمساعدة في الحفاظ على أمعاء صحية من خلال تعزيز البكتيريا الجيدة وتثبيط نمو السيئة وتقليل ضغط الدم ومنع انتشار أورام سرطان الثدي وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وينصح الخبراء بتناول الشاي الأسود بدون أي محليات مضافة وإذا كان الشخص يرغب في تعزيز النكهة، فيمكنه إضافة القليل من عصير الليمون أو بعض النعناع الطازج.