كشفت هيئة الغذاء السويدية عن الحاجة الماسة لتحسين عادات الطعام بين السويديين، مؤكدة أن الكثيرين لا يتبعون التوصيات الغذائية الموصى بها، مما يشكل خطرًا متزايدًا على صحتهم.
وتشير الهيئة إلى أن العادات الغذائية غير الصحية، خاصة فيما يتعلق بتناول اللحوم الحمراء، هي واحدة من أبرز العوامل المسببة لأمراض القلب والشرايين، وأن هذه العادات الغذائية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة معدلات الوفاة المبكرة.
استهلاك اللحوم الحمراء يتجاوز الحد الموصى به
أظهرت بيانات هيئة الغذاء أن الرجال في السويد يستهلكون كميات مفرطة من اللحوم الحمراء، حيث صرح 70 بالمائة من الرجال و40 بالمائة من النساء أنهم يتناولون كميات تتجاوز التوصية الحالية للهيئة.
في الوقت الحالي، توصي هيئة الغذاء بأن لا يتجاوز استهلاك اللحوم الحمراء 500 غرام أسبوعيًا، لكن في إطار المقترحات الجديدة التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ بحلول أوائل عام 2025، قد يتم خفض الحد الأقصى إلى 350 غرامًا أسبوعيًا.
المخاطر الصحية المرتبطة باللحوم الحمراء
تؤكد هيئة الغذاء أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بعدة أمراض خطيرة، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم وأمراض القلب.
وأشارت أسا بروغورد كوندي، الخبيرة الغذائية في الهيئة، إلى أن هناك أدلة قوية على أن استهلاك اللحوم الحمراء، خاصة المعالجة منها مثل اللحم المقدد والنقانق، يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وأضافت كوندي: “بعد التبغ، تأتي عادات الطعام غير الصحية كأحد أكبر العوامل المسببة للأمراض والوفاة المبكرة. نصف حالات أمراض القلب والشرايين، وثلث حالات السرطان، يمكن الوقاية منها بتغيير العادات الغذائية”.
البدائل الصحية المقترحة
بالإضافة إلى تخفيض استهلاك اللحوم، قدمت الهيئة توصيات بزيادة استهلاك الأطعمة النباتية مثل البقوليات التي تحتوي على كميات عالية من البروتين والحديد والزنك.
وأوضحت كوندي أن البقوليات لا تعزز فقط الصحة العامة، بل إنها تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
كما أكدت الهيئة على ضرورة تناول المزيد من الحبوب الكاملة، مشيرة إلى أن أقل من 10 بالمائة من السكان يتناولون كميات كافية منها.
ووفقًا لنتائج الاستطلاعات الذاتية، فإن هذه العادات الغذائية السيئة تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة.
التأثيرات المتوقعة على الصحة العامة
بحسب الهيئة، إذا تم تعديل العادات الغذائية للسكان لتتوافق بشكل أكبر مع التوصيات الغذائية الجديدة، فإنه من المتوقع أن يتم تفادي أكثر من 4600 حالة وفاة سنويًا.
وأضافت إيما باترسون، خبيرة التغذية في الهيئة، أن تحسين العادات الغذائية بنسبة 20 بالمائة يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للمجتمع، بما في ذلك الحد من الأمراض وزيادة متوسط العمر المتوقع.
كما أن تحسين العادات الغذائية لا يفيد فقط على المستوى الصحي، بل يسهم أيضًا في تقليل تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالأمراض المزمنة. فعلى سبيل المثال، يعاني حوالي 4000 شخص من السكتات الدماغية سنويًا، مما يكلف النظام الصحي مبالغ كبيرة، تصل إلى 550,000 كرونة لكل حالة سنويًا.
جدير ذكره أن هذه التوصيات تأتي كجزء من استراتيجية شاملة لتحسين صحة السويديين من خلال تعزيز العادات الغذائية الصحية وتقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض المزمنة.