طوني ميشكو، هو أول سويدي من أصول سورية يرشحه الحزب المسيحي الديمقراطي لانتخابات مجلس منطقة سورملاند Sörmland والبرلمان. هاجر طوني الى السويد في 2001، وهو من الحسكة، يعمل ويعيش في Eskilstuna، متزوج وله ثلاثة أولاد.
في لقاء خاص مع SWED 24 اعتبر أن “فقدان الأمن” و”ضعف مستوى الرعاية الصحية” وانتشار الجريمة، هي “بسبب السياسات الفاشلة للحكومة الحالية”، حسب وصفه.
ودعا ميشكو المهاجرين الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة “لإحداث التغيير”، مؤكداً أن كل صوت مهم للغاية لإحداث فرق وتغيير في الوضع الحالي.
نص اللقاء أدناه:
ما الذي دفعك للعمل السياسي في السويد؟ ولماذا اخترت الحزب المسيحي الديمقراطي؟
عندما وصلت الى السويد كنت حاملاً الكثير من الذكريات الجميلة التي عشتها في محافظتي العزيزة الحسكة وقريتي الجميلة صارة. قبل بضعة سنوات وبعد طرد داعش من القرى الأشورية التي تقع حول نهر الخابور، والتي احتلها وشرد أهلها في شباط عام 2015، قمت بزيارة لتلك القرى. لكن هذه المرة لم أستطع التعرف عليها، فحتى قريتي قد تغيرت ملامحها.
فكنيستنا الجميلة في وسط القرية كانت مدمرة، والأعشاب الضارة قد ملئت جميع أرجاء القرية وشعار داعش “باقية وتتمدد” كانت ماتزال على الجدران، ومئات الأبرياء من النساء والرجال والشيوخ أخذهم داعش معه كدروع بشرية ليحمي نفسه وهو ينسحب من القرى.
في هذا الوقت كان آلاف من الأشوريين والسريان والكلدان والأرمن خارج وداخل سوريا يعيشون في حالة من الرعب لأن داعش هدد بقتل عدد من الأسرى الآشوريين لديه. داعش نفذ تهديده وقام بقتل مجموعة من الأبرياء، جريمة القتل صورت وبثت على الإنترنت. كل ما رأيته وسمعته عن مجازر داعش كان الشرارة بالنسبة لي بأن أعمل كل ما بوسعي لمحاربة هذا الفكر المتطرف.
لقد خسرت وطني الأم ولا أريد أن أخسر وطنناً أخر. بالإضافة إلى كل هذا كنت أرى الكثير من المشاكل الاجتماعية في السويد تزداد والكثير من الأمور تجري في المسار الخاطئ. مثلاً جرائم إطلاق النار، القتل المتعمد، التفجيرات، ضم الأطفال الى العصابات المنظمة في سن مبكر جداً وبيع المخدرات أصبحت جزء من الروتين اليومي.
أخترت الحزب لأنه يثمن غالياً القيمة الإنسانية للفرد بغض النظر عن دينه أو لون بشرته. ويعمل بواقعية من أجل خلق مجتمع متماسك.
الحكومة والمعارضة تؤكدان فشل سياسة الاندماج.. من يتحمل المسؤولية إذا؟
الحكومة تتحمل جزء كبير من هذه المشكلة فعندما يقوم أحدنا بالهجرة الى السويد طلباً للأمان ولحياة أفضل، فهو يأتي حاملاً قوانينه وعاداته وتقاليده معه من وطنه الأم الى السويد البلد الذي فتح له ذراعيه وقبل لجوئه. لكن هناك بعض هذه العادات والتقاليد التي يمكن لها ان تتضارب مع القوانين ومع الركائز الأساسية للمجتمع السويدي. هذا يمكن أن يكون له دور سلبي في عملية اندماج الفرد في المجتمع.
لذلك أرى أهمية أن تقوم دائرة الهجرة وبأسرع وقت ممكن بفتح دورات لطالبي اللجوء بعد تقديم طلب اللجوء مباشرة، تتضمن معلومات واضحة حول حقوق وواجبات الفرد في المجتمع السويدي مثل ( حقوق الطفل، حقوق المرأة، حق التعبير عن الرأي بحرية وأهمية تقبل الآخر كما هو وليس كما تريد رؤيته انت، أهمية العمل والانخراط في المجتمع والمشاركة في بنائه).
ما أودُّ قوله هو أن الحصول على إقامة في السويد وللمحافظة عليها يمر عبر طريق الالتزام بالقانون السويدي واحترام المبادئ الاساسية التي بَنّتْ المجتمع السويدي.
وعن العواقب التي تنتظر كل من لا يلتزم بالقانون السويدي. هذا الوضوح سيكون له دور إيجابي في تسهيل عملية الاندماج والانخراط في المجتمع.
ما هو برنامجك الانتخابي وبرنامج حزبك الذي تتنافسون فيه الآن؟
أنا مع استخدام أساليب جديدة لزيادة الأمان في السويد، مثل التركيز على العمل الوقائي الذي يقلل من الجريمة، وزيادة أعداد الشرطة في المناطق الضعيفة أمنياً، علينا أيضاً متابعة الأطفال الذين يمكن تشخيصهم بأنهم بحاجة الى مساعدات خاصة في وقت مبكر ويفضل ان يكون منذ بداية تواجدهم في الروضة، وتقوية دور الأسرة لعدم انجراف الأطفال.
نحن نتحدث غالباً عن اطفال أعمارهم لم تصل 18 عاما، ويعيشون مع الأهل في بيت واحد. فالأب والأم يمتلكان سلاحاً قوياً جداً وهو المحبة غير المشروطة لأطفالهم ويمكن لهذه المحبة ان تكون عاملاً اساسياً في عودة الطفل الى حياته الطبيعية.
كذلك سأطالب بالاعتراف الرسمي على مستوى الحكومة بمذابح الإبادة الجماعية ( سيفو) عام 1915، فهذا الاعتراف سيكون له دور إيجابي في تقوية الديمقراطية وحقوق الإنسان في السويد.
البعض يصنف حزبكم انه “ضد الهجرة” كيف ترد على ذلك؟
هذا الكلام غير دقيق، فالحزب المسيحي الديمقراطي كان مشاركاً في الحكومة السويدية عندما استقبلت السويد أعداد كبيرة من المواطنين السوريين. لكن نحن نريد أن نرى على المدى الطويل سياسة هجرة مسؤولة وواقعية وتتماشى مع قدرة السويد على استقبال واستيعاب اللاجئين.
السويد استقبلت أعداد كبيرة من طالبي اللجوء أكثر مما استطاعت إدماجهم في المجتمع مما كان له تأثير سلبي على المجتمع. نريد ان تنسجم سياسة الهجرة في السويد مع باقي الدول الإسكندنافية. كما نركز على أهمية طلب اللجوء في أول دولة أوربية يصل إليها طالب اللجوء. كما نريد مواجهة عمليات تهريب البشر المميتة والتركيز أكثر على مساعدة اللاجئين في المنطقة المجاورة. نحن نريد أن نعطي جميع الحاصلين على تصريح الإقامة فرصة حقيقية للاندماج في المجتمع السويدي ونكون سنداً حقيقياً.
أهم 3 قضايا في برنامج الحزب الانتخابي
الأمن والجريمة
يركز الحزب المسيحي الديمقراطي في برنامجه الانتخابي على قضايا الأمن والرعاية الصحية وتسهيل الحياة في الريف والمدن الصغيرة.
يقول طوني: “السويد تعيش وضعاً أمنيّاً صعباً، حوادث إطلاق النار أصبحت يومية، وشخص واحد في الأسبوع يُقتل بالرصاص، يحدث هذا في السويد فقط وليس في البلدان المماثلة. عدد الشرطة هو أقل مقارنة بمعدل عدد السكان، والناس يخافون الإدلاء بشهاداتهم خوفاً من انتقام العصابات، لذلك من الضروري أن نعمل من أجل التغيير ومن أجل أن يكون كل شخص قادراً على الوثوق بالسويد. يجب أن يكون لدى الشرطة الوقت والموارد لمحاربة الجريمة بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه.
الرعاية الصحية!
قوائم انتظار الرعاية الطويلة ليست من قوانين الطبيعة. لكن الحكومة مسؤولة عنها. تمكنت دول أخرى من توفير الرعاية دون طوابير طويلة ويمكن للسويد أيضا الوصول الى ذلك، لكن هذا يتطلب منا إعادة التفكير بطرق العمل التقليدية الموجودة حالياً. والحزب المسيحي الديمقراطي يريد استبعاد مجالس المقاطعات من مسؤولية المستشفيات، وتكليف الدولة بهذه المسؤولية، لتقصير فترات الانتظار الطويلة وتحسين عمل هذا القطاع.
الريف والمدن الصغيرة والمتوسطة
تزداد صعوبات العيش والرعاية الصحية في المدن الصغيرة والمتوسطة والريف يوما بعد يوم، لذلك يريد الحزب أن يكون المرء قادراً على الحصول على الخدمات والرعاية الصحية عندما يمرض بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه، ويكون قادراً بسهولة على تعبئة السيارة بالوقود والعمل والتسوق والحصول على المساعدة من الشرطة.