SWED24: في قصة أشبه بالحلم، عثر مراهقان في سيراليون على واحدة من أكبر الماسات في العالم، لكن نهايتها لم تكن كما تمنّيا. بعد مرور سبع سنوات على هذا الاكتشاف الاستثنائي، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن التفاصيل الكاملة لما جرى مع الشابين اللذين لم ينالا سوى جزء ضئيل من القيمة الحقيقية للماسة.
في عام 2017، كان كومبا جونبول وأندرو سافيا، وكلاهما يبلغ من العمر 16 عاماً، يعملان في ظروف صعبة في منجم صغير بمنطقة كويادو في سيراليون، حيث يتلقون الطعام وبعض المواد الأساسية كبديل عن الأجور. وخلال عمليات الحفر اليومية، عثر الشابان على ماسة ضخمة تزن 709 قيراط، وصُنفت لاحقًا على أنها الـ13 بين أكبر الماسات التي عُثر عليها في العالم.
تم بيع الماسة لاحقاً في مزاد علني في مدينة نيويورك مقابل 6.53 مليون دولار أمريكي (نحو 44.7 مليون كرونة سويدية) للملياردير البريطاني والمجوهراتي المعروف لورنس غراف.
قرار أخلاقي بمقابل زهيد
ورغم إغراء السوق السوداء، اختار الشابان وصاحب المنجم اتخاذ “الطريق الصحيح”، بتسليم الماسة إلى الحكومة السيراليونية، حيث تم الاتفاق على تقسيم العائدات وفق ترتيبات رسمية.
لكن ما حصل عليه كومبا وأندرو لا يتعدى 500 ألف كرونة لكل منهما – أي ما يقرب من 1٪ فقط من إجمالي ثمن الماسة. وبحسب تقارير إعلامية، استخدم كومبا المال لشراء منزل، في حين كان أندرو يحلم بالسفر إلى كندا لمتابعة دراسته، إلا أن القدر قاده إلى العمل في إسطبل في بلد آخر.
جدل متواصل حول العدالة في توزيع الثروات
أثارت هذه الحكاية جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية حول الإنصاف في توزيع الثروات المستخرجة من الموارد الطبيعية في الدول الفقيرة، خصوصًا حين يكون العمال في أسفل السلم الاقتصادي هم من يقفون وراء الاكتشافات الثمينة.
رغم أن كلاً من كومبا وأندرو باتا يمتلكان قصتهما الخاصة، إلا أن المأساة تكمن في أن أكبر لحظة في حياتهما تحولت إلى ذكرى ناقصة، بعدما سرقت منهما الماسة التي كان من الممكن أن تغير مصيرهما بشكل جذري.