واجه بير إريكسون، الذي شغل منصب المدير السابق لبلدية إسكيلستونا، واحدة من أشد اللحظات صعوبة في حياة أي والد – لحظة فقدان ابنه أوله.
لكن من وسط الألم الذي لم يكن متوقعًا، وجد بير طريقه للتعبير عن حبه وذكرياته مع ابنه من خلال كتابه الجديد، الذي أصبح بمثابة حوار مفتوح بينه وبين ابنه الراحل.
كان بير وأوله يجلسان بانتظام على ضفاف بحيرة مالارين، يتحدثان عن الحياة، ويتبادلان الأفكار حول مستقبلهم وأحلامهم. كانت خططهما تتضمن كتابة كتاب معًا، لكن القدر كان له رأي آخر.
“أريد أن أعيش”
حينما أُبلغ أوله بأن صداعه المستمر هو نتيجة لسرطان غير قابل للشفاء، تغيرت حياتهما إلى الأبد. ورغم آلامه، كانت كلمات أوله الأولى بعد التشخيص: “أريد أن أعيش – لدي الكثير لم أفعله بعد”. هذه الكلمات أصبحت عنوانًا لكتاب والده.
الكتاب ليس مجرد حوار بين الأب والابن، بل هو انعكاس لأفكار بير ومشاعره حول تلك العلاقة الخاصة التي جمعتهما. بير يعبر عن شعوره بأن أوله كان حاضرًا معه أثناء كتابة الكتاب، وكأن ابنه كان يواسيه حتى بعد رحيله.
ويهدف بير من خلال كتابه إلى نشر الأمل، وليس الحزن. فرغم المصاب الجلل، يركز بير على كيفية استمرار ابنه في بث الأمل حتى في لحظاته الأخيرة. “أوله عاش حياة مليئة بالحب والصداقة، وكان راضيًا عن كل ما حققه”، يقول بير.
الكتاب بدأ كوسيلة شخصية لبير لتسجيل مشاعره والتعامل مع حزنه. وكان من المقرر أن يكون نصًا خاصًا ليقرأه حفيد أوله عندما يكبر، لكن بعد عام من الكتابة، قرر بير تحويله إلى كتاب يمكن أن يلهم الآخرين.
الكتاب، الذي يحمل عنوان “أريد أن أعيش – عام من المحادثات عن الحياة والموت”، لاقى ردود فعل مؤثرة من القراء. تواصل العديد من الأشخاص مع بير ليشاركوا قصصهم الخاصة عن فقدان أحبائهم، ما يعكس القوة التي يمكن أن تحملها الكلمات عندما تصاغ بصدق ومشاعر حقيقية.
من خلال كتابه، يأمل بير أن يشجع الآخرين على التعبير عن مشاعرهم وحبهم لعائلاتهم وهم على قيد الحياة، وليس فقط خلال لحظات الوداع الأخيرة.
بالنسبة لبير، فإن فقدان أوله كان درسًا في الحياة، درسًا بأن الحياة تستحق أن تُعاش رغم كل الألم، ليس فقط لأجل أنفسنا، ولكن لأجل أولئك الذين نحبهم.
أولي رحل في عام 2021، عن عمر يناهز 42 عامًا، لكنه ترك وراءه إرثًا من الأمل والحب عبر كلمات والده.