شهدت السويد هذا العام إقبالًا سياحيًا غير مسبوق، مما عاد بالربح الوفير على أصحاب الفنادق والمطاعم. لكن يبقى السؤال: ما هي مواصفات السائح “الأمثل” الذي يعود بالنفع الأكبر على السويد؟
يقول روبرت بيترسون، باحث السياحة في جامعة “Mittuniversitetet” في أوسترشوند: “إن السائح الأمثل هو الذي يزور مناطق مختلفة من البلاد على مدار العام، وليس فقط في مواسم الذروة.”
ويضيف: “هناك وجهات سياحية في السويد وحول العالم تعاني من وطأة السياحة المفرطة، فالتدفق الهائل للسياح على منطقة واحدة يؤثر سلبًا على البيئة وعلى حياة السكان المحليين.”
من جانبها، تُشدد سوزان أندرسون، الرئيسة التنفيذية لهيئة Visit Sweden للتسويق السياحي، على أن السائح “الأمثل” لا يقتصر دوره على الإنفاق المالي، بل يتعداه إلى نقل المعرفة حول الاستدامة التي تُطبق في السويد إلى بلده الأم.
السياحة على مدار العام
تسعى العديد من الوجهات السياحية في السويد إلى جذب السياح خلال فصل الشتاء أيضًا، و تشجيعهم على قضاء فترة أطول، بدلًا من الاكتفاء بزيارات سريعة.
وتوضح آنا فيتجرين، مديرة التسويق في مدينة مالمو: “إن إقامة السائح لفترة أطول تعني زيادة إنفاقه وتكوين انطباع إيجابي يدفعه للعودة مرة أخرى.”
السياحة كمحرك للتنمية الإقليمية
تعتبر العديد من المناطق السويدية السياحة رافدًا أساسيًا لتنميتها. فقد يتحول السائح إلى مقيم دائم في المستقبل.
يقول روبرت بيترسون: “نشهد اليوم تناميًا في ظاهرة “هجرة نمط الحياة”، حيث ينتقل الناس للعيش في أماكن تناسب اهتماماتهم وأسلوب حياتهم، وهنا تلعب السياحة دورًا محوريًا في التعريف بالمزايا التي تتمتع بها السويد.”
تهتم هيئة Visit Sweden بشكل خاص بفئة “المسافرين العالميين” الذين ينجذبون إلى مفاهيم الاستدامة والثقافة والطبيعة.
وتختم سوزان أندرسون: “هؤلاء المسافرين مرشحون بقوة لأن يصبحوا مقيمين دائمين في السويد.”
المصدر: SVT