دعا رئيس الحكومة الانتقالية السورية، محمد البشير، اللاجئين السوريين والمغتربين إلى العودة إلى وطنهم للمساهمة في إعادة بنائه بعد سقوط نظام بشار الأسد. وأكد البشير، في حديث لصحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية، أن حقوق جميع السوريين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم ستكون مضمونة في سوريا الجديدة، مشددًا على أن البلاد استعادت كرامتها وحريتها.
وقال البشير: “ندعو كل من غادر سوريا خلال أعوام النزاع إلى العودة والمساهمة في بناء وطنهم. سوريا الآن بلد حر، يضمن حقوق جميع أبنائه، ويحتاج إلى جهود الجميع لإعادة الإعمار.”
استعادة الحياة الطبيعية ومحاكمة مجرمي الحرب
وأشار البشير إلى أن سوريا بدأت بالفعل استعادة الحياة الطبيعية في أغلب المحافظات، مع عودة تدريجية للاجئين من تركيا. كما أكد أن حكومته ملتزمة بإعادة الأمن والاستقرار، مع محاكمة مجرمي الحرب من النظام السابق وفقًا للقوانين السورية السارية، لضمان العدالة لجميع الضحايا.
تحديات اقتصادية كبيرة وإصلاح إداري
وحول الوضع الاقتصادي، اعترف البشير بأن سوريا تواجه تحديات هائلة، قائلًا: “نحن لا نملك سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئًا. لقد ورثنا إدارة فاسدة ومتهالكة من النظام السابق.” لكنه أكد أن حكومته تسعى لتحسين الوضع المالي تدريجيًا والعمل على تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
المرحلة الانتقالية حتى مارس المقبل
وأوضح البشير أن حكومته الانتقالية ستستمر في أداء مهامها حتى مارس/آذار المقبل، وهي تعمل على وضع أسس المرحلة القادمة لضمان استدامة الأمن والاستقرار في البلاد.
إنجاز سياسي وعسكري بارز
وكان البشير قد قاد حكومة الإنقاذ التابعة للمعارضة قبل أن تقود قوات المعارضة هجومًا خاطفًا استمر 12 يومًا وانتهى بالسيطرة على دمشق وسقوط نظام بشار الأسد.
مع عودة اللاجئين واستمرار جهود إعادة الإعمار، تسعى الحكومة الانتقالية إلى بناء سوريا جديدة قائمة على الحرية والمساواة، رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها.