SWED 24: منذ عام 1987، يقوم باحثون سويديون بمتابعة آلاف كبار السن في منطقة Kungsholmen بالعاصمة السويدية ستوكهولم. ووفقاً للنتائج، فإن الأشخاص في عمر الثمانين اليوم يتمتعون بصحة أفضل مقارنة بالماضي، لكن مع ذلك تتأثر الصحة بموقع السكن داخل المنطقة.
تقول لورا فراتيجليوني، أستاذة في معهد كارولينسكا وأحد المشرفين على الدراسة: ” الدراسة تمنحنا فهماً أعمق لأسباب تفاوت الشيخوخة بين الأفراد، وتساعدنا على تقديم رعاية أفضل لكبار السن”.
تُعرف الدراسة باسم “الدراسة الوطنية السويدية عن الشيخوخة والرعاية في كونغسهولمن” (SNAC-K)، ويتم إدارتها من قِبل فريق بحثي ضخم بقيادة فراتيجليوني وزميلتها أمايا كالدرون-لاراناغا. ومنذ عام 2001، تمت متابعة 4800 شخص تجاوزوا 60 عاماً، إضافة إلى كونها امتداداً لدراسة سابقة أجريت بين عامي 1987 و1999، وشملت 2000 مشارك.
تجربة شخصية في الدراسة
من بين المشاركين البارزين في الدراسة، هناك مارتن لاغرغرين البالغ من العمر 89 عاماً، الذي كان وراء انطلاقة المشروع خلال عمله في وزارة الشؤون الاجتماعية.
يقول لاغرغرين: “لقد كان الأمر محض صدفة أن أشارك شخصياً، لأني أسكن في كونغسهولمن”.
ويخضع المشاركون كل ثلاث سنوات لفحوص طبية واختبارات معرفية.
يوضح لاغرغرين، قائلاً: “هذه الدراسة لم تفد كونغسهولمن فقط، بل ساهمت في بناء قاعدة بيانات هائلة لدراسة الشيخوخة ووظائف رعاية المسنين”.
تغيرات إيجابية مع مرور الزمن
بحسب فراتيجليوني، يمكن ملاحظة تغييرات كبيرة مقارنة بالماضي. فجيل الثمانينيين اليوم يتمتع بصحة مشابهة لجيل السبعينيين قبل 30 عاماً. “بياناتنا تظهر تراجعاً واضحاً في أمراض القلب والخرف، بفضل أنماط حياة أكثر صحية،” تقول فراتيجليوني.
الوعي بأهمية النشاط البدني، الغذاء الصحي، والإقلاع عن التدخين أصبح أكبر بكثير اليوم.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن المزيد من كبار السن قادرون على العيش باستقلالية لفترات أطول. حتى عمر 85-87 عاماً، فإن نسبة صغيرة فقط من السكان يعانون من مشاكل وظيفية كبيرة، مقارنة بما كان عليه الوضع في الثمانينيات والتسعينيات.
تأثير موقع السكن
الدراسة كشفت أيضاً عن تأثير موقع السكن داخل المنطقة. القرب من الأماكن ذات الكثافة المرورية يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وإن كانت المعدلات لا تزال منخفضة نسبياً.
وتقدم الدراسة توصيات للحفاظ على الصحة:
التوقف عن التدخين في وقت مبكر من الحياة، تناول نظام غذائي متوازن مع تقليل اللحوم الحمراء والدهون وزيادة الخضروات وممارسة النشاط البدني والاجتماعي بانتظام
تضيف فراتيجليوني: قائلة: “عند الإصابة بمرض مع التقدم في العمر، يجب أن يكون النظام الصحي أكثر متابعة وفعالية”.
الفريق البحثي يزور حالياً المراكز الصحية في المنطقة للتواصل مع السكان.
تقول فراتيجليوني: “نحن نبحث عن مشاركين جدد بعمر 60 عاماً للانضمام إلى الدراسة”.