SWED 24: قال أندرس بيرسون، الخبير السويدي في شؤون إسرائيل وفلسطين بجامعة لينيوس، أن تأجيل بدء وقف إطلاق النار في غزة لم يكن مفاجئًا، مشيرًا إلى أن العملية ستظل مليئة بالتحديات والعقبات.
وأضاف بيرسون: “سنشهد الكثير من الدراما والأزمات المؤقتة على طول الطريق”.
وأدى تأخر حركة حماس في تقديم قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم إلى تأجيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وعلى الرغم من أن التأخير قد يبدو غريبًا للمراقب الخارجي، فإن بيرسون يعتقد أن الوضع في غزة، التي مزقتها الحرب، قد لعب دورًا في هذا التأخير.
وأضاف: “ردة الفعل الإسرائيلية تجاه التأخير كانت شديدة، وهو أمر يُظهر رغبة بنيامين نتنياهو في إظهار الحزم منذ البداية”.
نتنياهو وتعزيز مواقفه
يشير بيرسون إلى أن نتنياهو يسعى لاستخدام هذه الأزمات لتعزيز موقفه السياسي، خاصة بإظهار القوة تجاه الطرف الآخر. كما أن تصوير حركة حماس على أنها الجهة التي تنتهك الاتفاقات يصب في مصلحته.
ويتوقع بيرسون أن تستمر الأزمات في ظل وقف إطلاق النار بسبب وجود نقاط خلافية كبيرة بين الطرفين.
وقال: “الخلاف الأساسي هو حول من سيحكم غزة ودور حماس في المستقبل. هناك العديد من القضايا الكبرى التي لم تُحسم بعد وتنتظر مفاوضات لاحقة”.
التصعيد الإسرائيلي لتعزيز الضغط
وبحسب بيرسون، فإن الغارات الإسرائيلية التي شنت بعد إعلان التأخير تهدف إلى زيادة الضغط على حماس، حيث قُتل نحو 20 شخصًا خلال هذه الهجمات.
وأشار إلى أن نتنياهو يحاول أيضًا إثبات قوته أمام وزراء في حكومته يعارضون الاتفاق الحالي.
وسلط بيرسون الضوء على استراتيجية نتنياهو في توجيه رسائل مختلفة إلى الأطراف الدولية والمحلية.
وأوضح: “يستخدم نتنياهو خطابًا مزدوجًا، فيقول شيئًا بالإنجليزية للولايات المتحدة والوسطاء، وشيئًا آخر بالعبرية للجمهور الإسرائيلي. هذا التكتيك يمكنه من التلاعب بالمواقف بينما يحافظ على دعم حلفائه في الداخل”.
وأضاف: “على سبيل المثال، بينما ينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب إسرائيل من رفح، يعلن نتنياهو محليًا أن إسرائيل لن تنسحب”.
مع استمرار وقف إطلاق النار، تبقى التحديات الكبرى قائمة، مما يجعل الطريق نحو تهدئة دائمة مليئًا بالأزمات والمفاوضات الصعبة.