تواجه صناعة السيارات الألمانية أزمة حادة، حيث أن التحول نحو السيارات الكهربائية أصبح يمثل أزمة وجودية للكثير من شركات القطاع في أوروبا.
يقول فرديناند دودنهويفر، مدير معهد CAR في بوخوم بألمانيا، “أعتقد أن الأمر سيستغرق عدة سنوات، ربما ثلاث أو أربع سنوات لتغيير هذا الوضع”.
الأمور على المحك، حيث أن هناك خطرًا يتمثل في إمكانية انهيار بعض الفاعلين الأوروبيين في السوق.
ويضيف دودنهويفر: “الحل الوحيد لمواجهة هذه الأزمة هو التوجه نحو الصين”. فالصين تمتلك القدرة الإنتاجية الواسعة التي تجعلها ضرورية لكل من يريد المنافسة في سوق السيارات.
ويتابع، موضحاً: “إذا كنت ترغب في أن تكون منافسًا قويًا في سوق السيارات، عليك أن تكون في الصين”.
وبالرغم من أن هذه الاستراتيجية ليست حلاً سحريًا، إلا أن العديد من الشركات الألمانية تتجه بالفعل نحو الصين. فحاليًا، تحقق صناعة السيارات الألمانية أكثر من 50 بالمائة من مبيعاتها في الصين. كما أن الشركات السويدية مثل فولفو وشركة Polestar جزء من مجموعة Geely الصينية.
لكن، وفقًا لدودنهويفر، يجب زيادة الاستثمارات في الصين من أجل استعادة حصص السوق الأوروبية هناك، الذي أكد أيضاً على أن الابتكارات في الصين ليست محصورة في السيارات الكهربائية، بل تشمل أيضًا تطوير البرمجيات والأنظمة الذاتية القيادة.
وأشار إلى أن “الصينيين يحرزون تقدمًا كبيرًا في هذه المجالات”.
الصين، وبفضل تكلفتها المنخفضة وشركاتها الديناميكية، لديها أيضًا ميزة أخرى وهي الوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل أكبر، ما يعزز من قدرتها على السيطرة على سوق السيارات في السنوات العشرين المقبلة.
ويتوقع دودنهويفر أن الصين ستصبح خلال العقد المقبل أكبر سوق للسيارات في العالم، متجاوزة كلًا من الولايات المتحدة وأوروبا معًا.
وعندما يتعلق الأمر بشركة Northvolt السويدية المصنعة للبطاريات، يرى الخبير الألماني أن هناك مخاطر كبيرة تواجهها، حيث تعتمد الشركات الصينية والكورية الجنوبية مثل سامسونغ على تقنيات متقدمة ومستقرة بشكل كبير. بينما تُركّز Northvolt على تقنيات قديمة، ويعاني إنتاجها من مشاكل في الجودة.
وتساءل عن مستقبل شركة Northvolt: “كيف ستتمكن من المنافسة مع الشركات الصينية التي تمتلك جميع مزايا الحجم والقدرة الإنتاجية؟ هذه هي القضية الكبرى، والإجابة عنها ليست سهلة”.