SWED 24: في حادثة مؤلمة، أُرسل الفتى خالد، البالغ من العمر 17 عامًا، في صيف العام الماضي إلى الصومال في “رحلة تأديبية” بعد أن شرب الكحول.
وبعد مرور أكثر من عام ونصف، عاد خالد أخيرًا إلى مدينة فيستروس السويدية، وذلك بفضل الجهود الحثيثة من المستشارة النفسية للمدرسة لوتا كايڤينغ، ووزارة الخارجية السويدية، وخدمات الرعاية الاجتماعية.
بدأت القصة عندما أرسل خالد طلبًا لمتابعة مستشارة المدرسة لوتا كايڤينغ على وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما سألت عن مكانه، أكد لها أنه في الصومال ولن يعود، ليبدأ بذلك فصل جديد من الصراع لإعادته إلى السويد.
وقالت لوتا كايڤينغ: “عندما أخبرني أنه سيظل هناك طوال حياته، شعرت بقلق بالغ. وعندما أضاف أنه لا يريد البقاء في الصومال، قررت أنه يجب أن يعود. فهو مواطن سويدي وله حقوق، ومن هنا بدأنا العمل على إعادته”.
أرسل خالد (وهو اسمه غير الحقيقي) تفويضًا رسميًا إلى لوتا يتيح لها التعامل مع خدمات الرعاية الاجتماعية ووزارة الخارجية نيابة عنه، ليكون هذا أول حادث من نوعه تتعامل معه لوتا فيما يخص “الرحلات التأديبية”. لكنها أكدت أن حالات مماثلة تتكرر كل عام، حيث يتم إرسال أطفال إلى الخارج لذات الأسباب.
عدد متزايد من الأطفال المفقودين
ووفقًا لوزارة الخارجية السويدية، فإن البلدان التي تشهد حالات من هذا النوع تتضمن العراق، الصومال، سوريا، ومصر. وفي عام 2023، تم التعامل مع 66 قضية، تشمل 136 شخصًا، بينهم 96 طفلًا، وكان خالد أحد هؤلاء الأطفال.
بعد رحلة طويلة ومعقدة، وصل خالد أخيرًا إلى فيستروس في الأسبوع الماضي. لكن الطريق إلى هناك لم يكن سهلاً. لوتا كايڤينغ كشفت عن تحديات إضافية واجهتها في اللحظات الأخيرة، حيث اختفى جواز سفره قبل ساعات من رحلته.
وتضيف لوتا: “لحسن الحظ، بفضل مساعدة وزارة الخارجية، تمكنا من الحصول على جواز سفر مؤقت. وعندما وصل خالد إلى المطار وأرسل لي صورة، كانت لحظة لا تُنسى. كانت دموعي تنهمر من فرط الراحة.”
خالد، الذي وصل إلى فيستروس مع حقيبة صغيرة فقط، يتلقى الآن المساعدة من خدمات الرعاية الاجتماعية لتسوية أموره وإعادة استقراره. ومن المفارقات أن خالد لم يتمكن من بدء دراسته الثانوية قبل أن يُرسل إلى الصومال.