SWED 24: يعاني العديد من الرجال من آلام مزمنة بعد عملية التعقيم، التي يُنظر إليها عادة كإجراء بسيط، حيث أظهرت الإحصاءات أن 15 بالمائة من الرجال الذين يخضعون لهذه العملية يشعرون بألم لفترة تتراوح بين عدة أشهر، بينما يتحول الألم لدى قلة إلى معاناة مزمنة تؤثر بشكل كبير على حياتهم.
يروي كل من السويديين بيورن ويوهان، وهما اسمين مستعارين حفاظًا على خصوصيتهما، معاناتهما مع آلام شديدة في الخصيتين، حيث لم يعد بإمكانهما ممارسة الأنشطة اليومية كركوب الدراجة أو حتى المشي دون ألم.
يقول بيورن: “المرح واللعب مع أطفالي أصبح أمرًا مستحيلًا”.
قرار لم يكن موفقًا للجميع
يختار عدد قياسي من الرجال اليوم إجراء عملية التعقيم كوسيلة دائمة لمنع الإنجاب، كما وصف باتريك، البالغ من العمر 34 عامًا، قراره بالخضوع للعملية بـ”أفضل قرار اتخذه في حياته”. لكن تجربة آخرين، مثل بيورن ويوهان، لم تكن كذلك.
يحكي يوهان عن الألم الشديد الذي شعر به بعد العملية، واصفًا إياه بأنه “ألم مستمر يشبه الانفجار في الخصيتين”، ويضيف أن الألم يشتد بعد القذف ويستمر لعدة أيام، ما أثر سلبًا على حياته الجنسية. دفعه هذا الألم إلى دفع مبلغ 80,000 كرونة سويدية في عيادة بريطانية لاستعادة الخصوبة على أمل تخفيف الأعراض.
أما بيورن، فيصف الألم المزمن كضربة مستمرة لكرة على الخصيتين، قائلًا: “الألم كان لا يُحتمل في البداية، ورغم تحسنه الطفيف بمرور السنوات، إلا أنني ما زلت عاجزًا عن اللعب مع أطفالي”.
مخاطر نادرة
يعتبر التعقيم إجراءً بسيطًا يعتمد على قطع وربط القنوات الناقلة للحيوانات المنوية، ومع أن مخاطر العملية تعتبر منخفضة، إلا أن ما بين 1 بالمائة إلى 2 بالمائة من الرجال قد يعانون من “متلازمة الألم بعد التعقيم” (PVPS).
يوضح الدكتور ماتس هيدلوند، أخصائي المسالك البولية، أن العملية قد تؤدي إلى تكوّن أكياس مليئة بالحيوانات المنوية، ما يسبب الألم لدى البعض.
ويضيف: “يمكن التخفيف من الألم لدى بعض المرضى عبر استئصال البربخ، لكن آخرين قد يضطرون لاستعادة الخصوبة، مما يلغي فعالية العملية ويزيد من تكاليف العلاج”.
وتبرز هذه الحالات الحاجة إلى توعية أكبر بالمخاطر المحتملة قبل اتخاذ قرار التعقيم، فبينما يعتبره البعض قرارًا جيدًا، يمكن أن يكون للقرار نفسه عواقب غير متوقعة قد تغير مسار حياة الآخرين.