SWED 24: حكمت محكمة سويدية بالسجن المؤبد والطرد النهائي من البلاد على بولس عبد الشهيد، المتهم بقتل طفليه خنقاً باستخدام غاز الهيليوم في منزلهما بمدينة سودرتاليا. الحادثة، التي وقعت في 23 نيسان/ أبريل الماضي، أثارت صدمة واسعة في المجتمع السويدي، حيث عثرت الأم على طفليها جثتين هامدتين بجوار والدهما في غرفة النوم.
وأظهرت التحقيقات أن الأب خطط للجريمة مسبقاً، حيث اشترى أسطوانتين من غاز الهيليوم قبل أشهر من الحادثة. وفقاً لما ورد في اعترافاته، اشترى طعاماً وحلوى لطفليه قبل أن يقوم بخنقهما باستخدام الهيليوم. وأوضح المتهم خلال التحقيق أنه كان يفكر منذ فترة في “الموت معاً” مع أطفاله.
وأصدرت المحكمة حكمها بالسجن المؤبد، مشيرة إلى أن الجريمة تمت بتخطيط محكم واتسمت بالقسوة الشديدة. كما أمرت بطرده إلى مصر فور انتهاء فترة سجنه، دون أي إمكانية للعودة إلى السويد. المحكمة أكدت أن عبد الشهيد يحمل الجنسية المصرية وأقام في السويد لمدة 15 عاماً.
دوافع الجريمة والنواحي النفسية
وأشارت التحقيقات إلى أن الحالة النفسية للمتهم كانت عاملاً مهماً في القضية، حيث خضع لفحص نفسي أكد أنه لا يعاني من اضطراب عقلي خطير. إلا أن فريق الدفاع طلب إعادة الفحص، مشيراً إلى أن الاكتئاب الحاد الذي عانى منه المتهم قد يرقى إلى مستوى “اضطراب نفسي خطير”. المحكمة رفضت هذا الطرح، مؤكدة أن الأدلة تشير إلى تخطيط مسبق للجريمة.
وبناءً على طلب المحكمة، قدمت مصلحة الهجرة تقريراً حول أوضاع المتحولين جنسياً في مصر. وأكد التقرير أن الظروف قد تكون صعبة، لكنها لا تمنع تنفيذ قرار الطرد. يأتي ذلك على خلفية أن المتهم كان يعاني من اضطرابات مرتبطة بهويته الجنسية.
الدفاع: الاكتئاب وراء الجريمة
وقال محامي المتهم، ميكائيل ويسترلوند، إن الاكتئاب الشديد الذي أصاب موكله كان السبب الرئيسي وراء ارتكابه الجريمة. وأوضح أن الحالة النفسية للمتهم كانت في غاية السوء وقت وقوع الحادثة.
ووصفت المدعية العامة، أولريكا روسين، الجريمة بأنها “مأساة إنسانية عميقة”، مشيرة إلى أن تأثيرها كان صادماً لكل من تابع تفاصيل القضية.
الجريمة التي أودت بحياة طفلين أثارت جدلاً واسعاً في السويد حول العلاقة بين الصحة النفسية والجريمة. بينما صدر الحكم بالسجن المؤبد والطرد النهائي للمتهم، لا تزال القضية محور اهتمام مجتمعي وقانوني حول كيفية التعامل مع الحالات النفسية المعقدة في القضايا الجنائية.