SWED24: أثار تقرير نشرته قناة TV4 السويدية جدلًا واسعًا، بعد أن زعمت أن تحليلًا صوتيًا لمقطع فيديو من موقع الهجوم الدموي في أوربرو كشف عن صوت شخص يصرخ قائلاً: “يجب أن تغادروا أوروبا!”. وانتشرت هذه المزاعم دوليًا، وفق ما يقوله التلفزيون السويدي SVT، عبر حساب على يوتيوب وصفه التلفزيون بأنه ” إسلامي متشدد” كان له دور بارز في حملة التضليل ضد السويد فيما يتعلق بقضية الأطفال والسوسيال.
الشرطة: لا دليل على دوافع أيديولوجية
ورغم الضجة التي أحدثها التقرير، نفت الشرطة السويدية وجود أي دليل يدعم هذا الادعاء. وقال المتحدث باسم الشرطة، فريدريك سفيدمير، يوم الأربعاء: “لا يوجد في الوقت الحالي أي مؤشر في التحقيق يشير إلى أن الهجوم تم بدوافع أيديولوجية.”
تحليل مشكوك فيه: “غير موثوق به على الإطلاق”
في نفس اليوم، أكدت TV4 أنها استندت إلى تحليل صوتي لمقطع فيديو تم تصويره من داخل مرحاض أثناء الهجوم، حيث يُزعم أن عبارة “يجب أن تغادروا أوروبا!” قد سُمعت بوضوح.
لكن الخبير يوناس لينده، المحلل الجنائي السابق في الشرطة السويدية، رفض مصداقية التحليل، واصفًا إياه بأنه “غير موثوق به على الإطلاق”. وأوضح أن التشويش، والضوضاء المحيطة، وضعف جودة الصوت قد تكون تسببت في تفسير خاطئ لما قيل في المقطع.
ورغم أن TV4 أكدت أنها لم تتمكن من تحديد هوية المتحدث في التسجيل، إلا أن انتشار التحليل على نطاق واسع أدى إلى تحريف تفاصيل الواقعة، مما زاد الجدل حول ما إذا كان الهجوم قد تم بدوافع عنصرية أم لا.
استغلال الحادثة لنشر معلومات مضللة
وأفادت وكالة الدفاع النفسي السويدية بأن الهجوم على مدرسة ريسبرجسكا في أوربرو تم استغلاله من قبل جهات أجنبية لنشر معلومات مضللة حول دوافع الجريمة.
وفي غضون يوم واحد فقط، التقط حساب إسلامي متشدد على منصة يوتيوب، يضم أكثر من مليون متابع، هذا التحليل الصوتي وبدأ في الترويج له كـ “دليل على اضطهاد المسلمين في أوروبا”.
ووفقًا للخبير في شؤون الإرهاب، ماغنوس رانستورب، فإن الحساب يديره داعية سلفي مصري له تأثير واسع في العالم الإسلامي، وكان من بين الشخصيات الرئيسية التي أطلقت حملات التضليل ضد خدمات الرعاية الاجتماعية السويدية (LVU).
اتهامات للشرطة السويدية بالتستر على الحقيقة
ونشر الحساب الإسلامي المتشدد منشورًا جاء فيه: “أكبر فضيحة هي أن قناة TV4 السويدية حصلت على تسجيل من داخل الحمام أثناء الهجوم، حيث يُسمع القاتل العنصري يقول: ‘يجب أن تغادروا أوروبا!’”
وأضاف المنشور، دون تقديم أي أدلة، أن الشرطة السويدية تتعمد إخفاء الحقيقة عبر إنكار وجود دوافع أيديولوجية وراء الهجوم.
الدعاية وأهدافها: حرب نفسية ضد الغرب؟
وبحسب رانستورب، فإن هذه الدعاية تخدم أجندتين رئيسيتين:
1. إقناع المسلمين في العالم العربي بأن الغرب في حالة انهيار أخلاقي.
2. إثارة الشكوك والعداء بين المسلمين في السويد تجاه السلطات السويدية، عبر تصوير الهجوم على أنه جزء من “حرب ممنهجة ضد المسلمين”.
ويضيف رانستورب: “إنهم يسعون لتقديم أوروبا على أنها بيئة معادية للمسلمين، وتصوير كل حادثة على أنها جزء من مؤامرة مستمرة ضدهم.”
المعلومات المضللة.. تحدٍ جديد للسلطات السويدية
ومع استمرار التحقيقات لكشف الدوافع الحقيقية وراء الهجوم، يبدو أن انتشار المعلومات المضللة أصبح تحديًا جديدًا، مما يزيد من التوتر داخل السويد وخارجها، في وقت تواجه فيه البلاد تصاعدًا في حملات الدعاية الموجهة ضدها.