SWED 24: كشف تقرير للتلفزيون السويدي (SVT) عن فعالية أثارت جدلًا واسعًا في مسجد “وقف إسكندنافيا” بمدينة مالمو، حيث تم تعليق أوشحة تحمل شعارات مثل “نحن قادمون” و”القدس لنا” على أكتاف أطفال أثناء تدريبهم على التظاهر دعمًا لفلسطين.
شعارات مثيرة للجدل
بحسب الباحث في قضايا الإرهاب، ماغنوس رانستورب من الجامعة السويدية للدفاع، تُستخدم هذه الشعارات في سياقات الحروب النفسية وترتبط بجماعات مثل حماس وحزب الله، وتحمل دلالات عسكرية وتاريخية. وأوضح رانستورب: “هذه الشعارات تُستخدم في الخطابات العسكرية وتُشير إلى استعادة القدس بالقوة.”
فعالية تلاوة القرآن تثير التساؤلات
الفعالية، التي أُقيمت في الصيف الماضي، تضمنت مسابقة لتلاوة القرآن شارك فيها نحو 40 طفلًا وشابًا. أثناء الحدث، قام أحد الأئمة بتعليق الأوشحة على الأطفال الذين كانوا يتعلمون الهتافات والأناشيد المؤيدة لفلسطين، بالإضافة إلى تمثيل مظاهرات.
تمويل حكومي للمسجد
تلقى مسجد “وقف إسكندنافيا” تمويلًا حكوميًا بلغ 1.4 مليون كرون سويدي منذ عام 2023 من هيئة الدعم للطوائف الدينية، بينما الجمعية المنظمة للفعالية، “القراء الشباب”، لم تحصل على أي تمويل حكومي.
ردود الأفعال من إدارة المسجد والجمعية
الإمام الذي شارك في الفعالية صرّح في رسالة نصية للتلفزيون السويدي أنه كان ضيفًا ولم يكن على دراية بدلالات الشعارات. وقال: “يجب إبعاد الأطفال عن هذه المصطلحات التي قد تُساء فهمها.”
أما خليل عاصي، رئيس مجلس إدارة المسجد، فأكد عبر البريد الإلكتروني أن المسجد منظمة مستقلة سياسيًا تهدف إلى خلق بيئة آمنة ومستقرة للأطفال، مشيرًا إلى أن الفعالية لم تُقام في قاعة الصلاة الرئيسية.
بدورها، دافعت جمعية “القراء الشباب” عن استخدام الشعارات ووصفتها بأنها تعبيرات شائعة وسلمية. لكنها أضافت أنها ستُراجع الأمر مستقبلًا لتجنب أي تفسيرات سلبية.
تحذيرات من إدخال الأطفال في النزاعات السياسية
الباحث ماغنوس رانستورب حذّر من خطورة إشراك الأطفال في سياقات سياسية معقدة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات قد تزيد من حدة الاستقطاب داخل المجتمع السويدي. وقال: “تعريض الأطفال لمثل هذه الأفكار يساهم في زجهم في صراعات لا علاقة لهم بها.”
دعوات لإعادة النظر في الممارسات
أثارت الفعالية نقاشًا واسعًا حول استخدام الرموز والخطابات ذات الطابع العسكري في سياقات تعليمية ودينية للأطفال. وطالبت جهات حكومية ومجتمعية بإعادة النظر في نهج المؤسسات الدينية لضمان بيئة تعليمية خالية من التسييس، تُركز على تعزيز قيم التعايش والسلام.