أعلنت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أمس الجمعة أنها أخذت علماً بتسجيل أكثر من 700 حالة إصابة بجدري القرود على مستوى العالم، بينها 21 في الولايات المتحدة في وقت تشير التحقيقات إلى أن المرض ينتشر داخل البلاد.
وجميع المصابين بجدري القرود في الولايات المتحدة هم في مرحلة التعافي أو تعافوا بالفعل، ولم ترصد أي وفاة ناجمة عن الإصابة، وفق ما نقلته قناة “العربية”، عن فرانس برس.
وقالت جنيفر ماكويستون المسؤولة في المراكز الصحية للصحافيين في اتصال هاتفي: “سُجلت بعض الحالات في الولايات المتحدة نعلم أنها مرتبطة بإصابة معروفة”.
أضافت: “كما لدينا حالة واحدة على الأقل في الولايات المتحدة غير مرتبطة بسفر ولا يعلم المصاب كيف أصيب”.
وجدري القرود مرض نادر يمكن أن ينتقل من الحيوان للإنسان وبالعكس. وتشمل أعراضه الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق وطفح جلدي يشبه الجدري على اليدين والوجه. ويبقى المصاب معدياً حتى تتقشر كل البثور ويتكون جلد جديد.
والمرض عموماً متوطن في غرب ووسط إفريقيا وسجلت إصابات به في أوروبا منذ مايو ويتزايد منذ ذلك الحين عدد الدول التي رصدته على أراضيها.
ونشرت كندا الجمعة حصيلة إصابات جديدة بلغت 77، جميعها في مقاطعة كيبيك.
كمية لقاحات “أكثر من كافية”
من جهته، قال راج بنجابي المسؤول في قسم الأمن الصحي العالمي والدفاع البيولوجي في البيت الأبيض، إن 1200 لقاح و100 جرعة علاج سُلمت إلى ولايات أميركية قدمتها لأشخاص خالطوا مصابين.
ويوجد حالياً لقاحان مرخصان، “اكام2000” و”جاينيوس”، اللذان طورا أساساً لمكافحة الجدري.
ورغم القضاء على مرض الجدري منذ عشرات السنين تحتفظ الولايات المتحدة بكمية احتياط استراتيجية من اللقاحات، لاستعمالها في حال تم استخدام هذا الفيروس كسلاح بيولوجي.
واللقاح “جاينيوس” هو الأحدث بين الاثنين، ويسبب عوارض جانبية أقل من “اكام2000”.
وفي هذا السياق، قالت دون أوكونيل المسؤولة في دائرة الصحة والخدمات الإنسانية في البيت الأبيض للصحافيين: “لا يزال لدينا لقاحات بكميات أكثر من كافية”.
في أواخر مايو أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض إن لديها 100 مليون جرعة من “اكام2000” وألف جرعة من “جاينيوس”، لكن أوكونيل قالت الجمعة إن الأرقام تغيرت وامتنعت من الكشف عن الأعداد المحددة لأسباب استراتيجية.
وأجازت مراكز السيطرة على الأمراض عقارين مضادين للفيروس كانا يستخدمان لعلاج إصابات الجدري، هما “تبوكس” و”سيدوفوفير”.
وقالت ماكويستون: “يمكن أن يصاب أي شخص بجدري القردة ونحن نراقب بعناية المرض الذي قد ينتشر في أي مجموعة”.
وبالنسبة لتعريف الحالات المشتبه بها، فشرحت ماكويستون أنه “ينبغي أن يكون أي شخص مصاب بطفح جلدي بسمات جديدة”، وأي شخص يعتبر موضع شك كبير في حال سفر ذي صلة أو مخالطة وثيقة.