تحيط بنا الأجهزة الإلكترونية من كل حدب وصوب، وكثيرًا ما نحتفظ بالكثير منها في أدراجنا وخزائننا دون استخدام. وتشير الإحصائيات إلى أن 8000 طن من الإلكترونيات الصغيرة ينتهي بها المطاف في صناديق القمامة سنويًا، مما يسلط الضوء على أهمية فرزها بشكل صحيح.
فالهواتف المحمولة، وألعاب الأطفال، وأجهزة التحكم عن بعد، وسماعات الرأس، وشواحن الهواتف، والأحذية الرياضية المزودة بأضواء، جميعها تُعتبر نفايات إلكترونية ويجب التعامل معها على هذا الأساس. إلا أن منظمة “منتدى المعدات الكهربائية والإلكترونية” (WEEE) تفيد بأن ما يقرب من ربع هذه النفايات ينتهي به المطاف في صناديق القمامة المنزلية.
وتكمن خطورة ذلك في أن النفايات الإلكترونية تحتوي على مواد قيّمة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. فعلى سبيل المثال، احتوت السجائر الإلكترونية التي تم التخلص منها في عام 2022 على ما يكفي من الليثيوم لصناعة 15 ألف سيارة كهربائية.
الفرز الصحيح للنفايات الإلكترونية
وفقًا للإحصاءات الرسمية، فإن الفرد في السويد يتخلص من حوالي 13 كيلوغرامًا من النفايات الإلكترونية سنويًا، وهو ما يتجاوز متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 11 كيلوغرامًا، وذلك وفقًا لشركة “Recipo” لإدارة مسؤولية المنتجين.
ومع ذلك، تشير تقديرات “المعهد السويدي لأبحاث البيئة” (IVL) لعام 2021 إلى أن 8000 طن من الإلكترونيات الصغيرة لا تزال تُلقى في صناديق القمامة في السويد كل عام.
ومع تزايد عدد المنتجات التي تحتوي على مكونات إلكترونية، يزداد خطر التخلص منها بشكل خاطئ.
وفي هذا السياق، يقول مورتن سوندين، مدير التسويق والاتصالات في منظمة “El-Kretsen”: “أعتقد أننا عندما نفكر في الأجهزة الإلكترونية القديمة، يتبادر إلى أذهاننا أجهزة التلفزيون وأفران الميكروويف، ولكننا قد لا نعر اهتمامًا بالأحذية المضيئة أو الألعاب التي تحتوي على إلكترونيات دقيقة في داخلها.”
ويضيف: “إن إلقاء هذه الأجهزة في صناديق القمامة المنزلية هو أسوأ ما يمكن فعله. فمن ناحية، قد تتسرب منها مواد خطرة على البيئة، ومن ناحية أخرى، فإننا نهدر موارد قيّمة، مما يشكل خسارة مزدوجة.”
أجهزة مهملة
هناك أيضًا كمية هائلة من الأجهزة الإلكترونية المهملة في المنازل. ويفيد “منتدى المعدات الكهربائية والإلكترونية” (WEEE) بأن هناك حوالي ٧٠٠ مليون هاتف محمول غير مستخدم أو متعطل في المنازل الأوروبية.
ويبدو أن السويديين ليسوا بأفضل حالًا. إذ يقول هوغو شوريل، مدير المبيعات في شركة “Recipo”، إننا نُبدي تقصيرًا خاصةً في التخلص من الإلكترونيات الصغيرة مثل الهواتف المحمولة. وتشير التقديرات إلى أن هناك ما بين 20 و 25 مليون هاتف محمول غير مستخدم في المنازل السويدية.
وأظهرت دراسة أجراها “منتدى المعدات الكهربائية والإلكترونية” (WEEE) أن المنزل الأوروبي يحتوي في المتوسط على 74 جهازًا إلكترونيًا مختلفًا، بالإضافة إلى المصابيح. ومن بين هذه الأجهزة، هناك 9 أجهزة صالحة للاستخدام ولكنها غير مستخدمة، و4 أجهزة متعطلة.
ويقول مورتن سوندين: “نلاحظ قدم الأجهزة التي تصل إلينا، فقد تجاوزت تاريخ صلاحيتها منذ فترة طويلة. ونصف الهواتف المحمولة التي نتلقاها تحتوي على أزرار.”
ووفقًا للدراسة، فإن السبب الأكثر شيوعًا للاحتفاظ بالأجهزة الإلكترونية دون استخدامها هو الرغبة في استخدامها في المستقبل، يليها الرغبة في بيعها أو التبرع بها، ثم القيمة العاطفية.
لماذا نحتفظ بالأجهزة الإلكترونية؟
الأسباب الأكثر شيوعًا للاحتفاظ بالأجهزة الإلكترونية:
١. قد نستخدمها لاحقًا (46 بالمائة)
٢. نعتزم بيعها أو التبرع بها (15 بالمائة)
٣. لها قيمة عاطفية (13%)
٤. قد تصبح ثمينة في المستقبل (9 بالمائة)
٥. لا نعرف كيفية التخلص منها (7 بالمائة)
ملاحظة: أجرى “منتدى المعدات الكهربائية والإلكترونية” (WEEE) هذه الدراسة بالتعاون مع منظماته
العضو في البرتغال وهولندا وإيطاليا ورومانيا وسلوفينيا والمملكة المتحدة. وشارك في الدراسة 8775 أسرة.
المصدر: منتدى المعدات الكهربائية والإلكترونية (WEEE) .
مصدر الخبر: TV4