SWED24: كشف تحقيق مشترك أجراه التلفزيون السويدي (SVT) بالتعاون مع مؤسسات إعلامية أوروبية عن تنفيذ 60 “هجوماً هجينياً” مشتبهاً به ضد دول أوروبية، حيث تشير الأدلة إلى وقوف روسيا وراء هذه العمليات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإضعاف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. بحسب الجهات التي قامت بالتحقيق.
ويُقصد بالهجمات الهجينة، هي التي تشير إلى هجمات معقدة ومتعددة الجوانب تستخدم مزيجًا من الأساليب التقليدية وغير التقليدية، مثل: الهجمات السيبرانية (Cyberattacker) – مثل الاختراقات الإلكترونية والتجسس الرقمي. حملات التضليل الإعلامي – مثل نشر الأخبار الكاذبة والتأثير على الرأي العام. الهجمات العسكرية أو التخريبية – التي تُنفذ جنبًا إلى جنب مع عمليات أخرى غير عسكرية.
ووفقاً لتوماس نيلسون، رئيس الاستخبارات العسكرية والأمنية السويدية (MUST)، فإن هذه الهجمات شهدت تصعيداً ملحوظاً وأصبحت أكثر تعقيداً وخطورة، في إطار سعي موسكو إلى خلق انقسامات داخل المجتمعات الأوروبية وتقويض الثقة في المؤسسات السياسية والأمنية.
تصاعد مستوى المخاطر واستخدام وسطاء
التحقيقات تشير إلى أن الجهات المنفذة لهذه الهجمات أصبحت أكثر استعداداً لتحمل المخاطر، كما لوحظ تزايد الاعتماد على أساليب أكثر عنفاً في بعض العمليات. وتوضح مصادر حكومية أن روسيا باتت تعتمد بشكل متزايد على وسطاء أو “وكلاء” لتنفيذ هذه الهجمات، وهم أفراد أو مجموعات قد تشمل مجرمين محترفين أو أشخاصًا يتم تجنيدهم عبر الإنترنت لتنفيذ مهام محددة مقابل أموال.
وتصف أجهزة الأمن هؤلاء المجندين الإلكترونيين بـ “العملاء المستهلكين”، حيث يتم استغلالهم لتنفيذ هجمات إلكترونية أو تخريبية دون أن يكون لهم أي صلة مباشرة بالسلطات الروسية، مما يجعل من الصعب تتبع هذه العمليات وربطها رسمياً بموسكو.
فريدريك هالستروم، مدير العمليات في جهاز الأمن السويدي (SÄPO)، أوضح أن هذه الهجمات تعتمد على استغلال الأفراد ودفعهم لتنفيذ عمليات محددة ضد أهداف معينة، وهو أمر تتابعه أجهزة الأمن عن كثب في محاولة لكشف المخططات قبل تنفيذها.
التهديدات تمتد من شرق أوروبا إلى الشمال
حتى الآن، كانت معظم الهجمات الهجينة موجهة نحو دول أوروبا الشرقية، وخاصة دول البلطيق وبولندا، بالإضافة إلى ألمانيا، إلا أن الخبراء يحذرون من أن روسيا قد تحول تركيزها إلى دول الشمال الأوروبي، بما في ذلك السويد.
هنريك هيغستروم، المستشار الاستراتيجي في كلية الدفاع السويدية، أشار إلى أن عضوية السويد في الناتو قد تجعلها هدفاً رئيسياً للهجمات الروسية، موضحاً أن تحول الاهتمام الروسي إلى المنطقة الشمالية ليس سوى مسألة وقت.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحًا في تصريحاته حول أن انضمام السويد للناتو لن يمر دون عواقب، وهو ما قد يعني تصعيد الهجمات الهجينة ضد الدولة.
من جانبه، أكد توماس نيلسون أن روسيا لا تمتلك موارد غير محدودة، وهي تركز حاليًا عملياتها بشكل كبير على أوكرانيا، إلا أن أي إعادة توجيه للجهود الروسية قد تشمل المنطقة الشمالية، مما يجعل السويد عرضة لهذه الهجمات في المستقبل القريب.
مع تزايد التوترات الأمنية في أوروبا، بات من الواضح أن روسيا تكثف من استخدام الحرب الهجينة كأداة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية دون اللجوء إلى مواجهات عسكرية تقليدية. أجهزة الأمن في مختلف الدول الأوروبية تبقى في حالة تأهب قصوى لمواجهة هذه التهديدات، وسط مخاوف من أن المرحلة القادمة قد تشهد تصعيداً أوسع يشمل مناطق جديدة، بما في ذلك الدول الاسكندنافية.