عام 2009 كان على سفرهيسار التركية تلبية 70 معياراً للانضمام إلى منظمة “المدن البطيئة” الإيطالية التي إنشئت عام 2000 وهي مستوحاة من تحرّك مشابه وسابق، كان يهدف إلى حماية المحليين، في أمكنة مختلفة حول العالم، من تأثير العولمة الاقتصادي والاجتماعي القوي. وفق ما كتبه Cinzia Rizzi في موقع “يورونيوز“.
منطقة إيجه التركية إحدى مناطق البلاد السياحية حيث بإمكان المسافر أن يقترب من الطبيعة أكثر فأكثر، أن يأكل طعاماً أُنتجت كلّ مواده محلياً، وأن يعيش بطريقة مستدامة بيئياً.
مثالاً على ذلك، هناك مدينة سفرهيسار الصغيرة، التي تقع على بعد نحو 50 كيلومتراً عن إزمير. لا شكّ أن المدينة الساحلية، التي تتميّز بتاريخ عريق، إحدى أجمل المدن والبلدات في منطقة إيجه.
منذ 14 عاماً تقريباً، في 2009، اختارت المدينة، وكانت الأولى في تركيا، الانضمام إلى منظمة “المدن البطيئة”، وهي منظمة عالمية تضمّ مجموعة من المدن والبلدات والقرى التي اختارت أن “تضغط على المكابح” وتعيش بوتيرة أبطأ.
كان على سفرهيسار تلبية 70 معياراً للانضمام إلى المنظمة الإيطالية التي إنشئت عام 2000 وهي مستوحاة من تحرّك مشابه وسابق، كان يهدف إلى حماية المحليين، في أمكنة مختلفة حول العالم، من تأثير العولمة الاقتصادي والاجتماعي القوي.
ورغبت سفرهيسار في حماية مزارعيها ومنتجيها، ولا يزال خيارها بالانضمام إلى هذه المنظمة يعطي نتائجه الإيجابية حتى اليوم.
“ملجأ من طريقة الحياة المعاصرة”
قد تكون البلدة التي تؤوي آثاراً من الحضارة اليونانية، “أفضل مكان للهرب من طريقة الحياة المعاصرة” بسحب ما تقوله مراسلة يورونيوز، الإيطالية سينتيا ريزي. ولكن الهدوء ليس كلّ شيء.
في سفرهيسار، إن كلّ ما تأكله من إنتاج محلي، هذا كان أولاً. وثانياً، الطاقة نظيفة ومستدامة، والإدارة تدعم للاستمرار في هذا التوجه، لناحية إنتاج الطاقة أو التنقل أو المشاريع الرياضية.
في سياق الإنتاج المحلي، تعسى المدينة حالياً لتأمين استقلاليتها الذاتية، خصوصاً من ناحية الزراعة. وعن هذا الأمر يقول سنداس بالتا، أحد المنسقين في سفرسيهار إنهم أنشؤوا بعض بنوك البذور ويتشاركونها مع السكان المحليين ومع غير مدن تحت راية المنظمة”.
“كلّ شيء يطبخ بزيت الزيتون”
تتميّز أورلا، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من سفرهيسار، بتاريخ عريق من إنتاج زيت الزيتون. فإن عمر الاستثمار في هذه الشجرة يبلغ ربّما عمر الحضارة نفسها، التي بدأت في القرن السادس قبل الميلاد.
غير أن زراعة الزيتون ليست فقط مسألة زراعية إنما أيضاً ثقافية وفي صلب عادات سكان أورلا. زراعياً، هناك في تركيا حالياً نحو 96 نوعاً من شجر الزيتون، وهناك قسم كبير منها في أورلا.
وإضافة إلى الزيت، تنتج أورلا التي تتمتع بأرض كلسية باردة وطقس مشمس يناسب الكرمة، النبيذ. لقد جيء منذ قرون بالكرمة من الأناضول، وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل.
وفازت عدة أنواع من النبيذ من إنتاج المنطقة بأفضل الجوائز العالمية. ويحتفل سكان المنطقة كل عام بموسم القطاف الكرمة في الصيف.
المصدر: موقع “يورونيوز“.