SWED24: كشفت دراسة أوروبية جديدة عن وجود مستويات خطيرة من مادة كيميائية تندرج ضمن فئة “PFAS” السامة في النبيذ الأحمر الأكثر مبيعاً في السويد، Grand Sud Merlot، المعروض في سلسلة محال Systembolaget الحكومية.
الدراسة، التي شاركت فيها جمعية حماية الطبيعة السويدية (Naturskyddsföreningen)، أظهرت أن مستويات مادة TFA (حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك) الموجودة في هذا النبيذ تفوق تلك الموجودة في مياه الشرب السويدية بمقدار ألف مرة، وهو ما أثار تحذيرات جدية بشأن الصحة العامة.
تقول كارين ليكسين، الأمينة العامة لجمعية حماية الطبيعة: “هذه النتائج تؤكد مدى خطورة انتشار PFAS في بيئتنا، وقدرتها على التسلل إلى غذائنا ومشروباتنا، بما في ذلك النبيذ”.
مادة خطيرة في كل كأس
PFAS هو اسم جماعي لمجموعة من المواد الكيميائية الصناعية المعروفة بثباتها العالي وعدم تحللها في الطبيعة. وتُستخدم هذه المواد في العديد من المنتجات، مثل المواد المقاومة للماء، وموانع الالتصاق، ومعدات التبريد.
مادة TFA، وهي إحدى مشتقات PFAS، تُعرف بكونها شديدة الذوبان في الماء وتنتقل بسهولة من الأمطار إلى المياه الجوفية، ومنها إلى النباتات والغذاء. ويشتبه العلماء حالياً في أن لـ TFA تأثيرات ضارة على تطور الأجنة، رغم أن الدراسات لا تزال جارية.
السبب: مياه ملوثة ومبيدات حشرية
يرجّح الباحثون أن تلوث النبيذ يعود إلى استخدام مياه ملوثة لري الكروم، إلى جانب استعمال مبيدات زراعية تحتوي على PFAS.
تؤكد ليكسين، قائلة: “هذه نتيجة مباشرة للتلوث البيئي المتزايد، وهو مؤشر مقلق على عمق الأزمة”، مضيفة أن “الاتحاد الأوروبي والسويد مطالبان باتخاذ إجراءات عاجلة لحظر جميع أشكال PFAS، بما في ذلك تلك الموجودة في المبيدات الحشرية”.
في ضوء هذه النتائج، تطالب منظمات بيئية وصحية باتخاذ تدابير تنظيمية أكثر صرامة، لحظر استخدام مواد PFAS بالكامل ومنع تسرّبها إلى السلسلة الغذائية، حفاظًا على الصحة العامة والبيئة.