SWED 24: بدأت في العاصمة السويدية ستوكهولم اليوم الأربعاء، محاكمة كل من سلوان موميكا، وسلوان نجم بتهمة “التحريض ضد مجموعة عرقية”، وذلك على خلفية قيامهما بحرق نسخ من المصحف الشريف وتدنيسها خلال أربع تجمعات علنية، بما في ذلك أمام مسجد ستوكهولم الكبير، في منطقة سودرمالم خلال صيف 2023 خلال عيد الأضحى المبارك.
وكانت المدعية العامة آنا هانكيو، التي تقود التحقيق، قالت في تصريحات سابقة الصيف الماضي، أن موميكا أدلى بتصريحات وأقدم على أفعال تهدف إلى إظهار الكراهية تجاه المسلمين بناءً على عقيدتهم الدينية.
وأوضحت هانكيو أن هذه الأفعال والتصريحات تندرج تحت جريمة التحريض ضد مجموعة سكانية، مشيرة إلى أهمية أن تتولى المحكمة النظر في هذه القضية.
كما تم توجيه اتهامات إلى سلوان نجم، الشريك السابق لسلوان موميكا البالغ من العمر 49 عامًا، بتهمة التحريض ضد مجموعة سكانية، بالإضافة إلى تهمة الاحتيال في المساعدات.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن الأدلة تتألف بشكل رئيسي من تسجيلات فيديو للأحداث، كما ذكر المدعي العام.
المتهمان، اللذان أثارا الجدل، قاما بأفعال تضمنت ركل المصحف، لفّه بلحم الخنزير، وإطلاق تصريحات اعتبرتها النيابة العامة تحريضية.
ردود الفعل الدولية
أثارت حوادث حرق نسخ من المصحف ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي. في يوليو 2023، تعرضت السفارة السويدية في بغداد للاقتحام من قبل مئات الأشخاص، وجمد العراق علاقاته الدبلوماسية مع السويد. كما وصف المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، هذه الأحداث بأنها إعلان حرب على العالم الإسلامي.
دول أخرى أعربت عن استنكارها الشديد، مما تسبب في أزمة دبلوماسية واسعة النطاق.
تداعيات أمنية خطيرة
نتيجة للأحداث، رفعت الشرطة السرية السويدية (Säpo) مستوى التهديد الإرهابي من الدرجة الثالثة إلى الرابعة على مقياس مكون من خمس درجات، مشيرة إلى أن السويد أصبحت هدفًا ذا أولوية للإرهاب بسبب هذه الحوادث.
كما كشفت التحقيقات عن مخططات إرهابية في كل من السويد وألمانيا مرتبطة بحرق نسخ من المصحف، بما في ذلك محاولة تفجير كنيسة سويدية.
المتهمان ومواقفهما
سلوان موميكا، الذي جاء من العراق إلى السويد في 2018 وحصل على تصريح إقامة مؤقت في 2021، كان خلف العديد من عمليات حرق المصحف. أما سلوان نجم، الذي وصل إلى السويد عام 1998 وأصبح مواطنًا سويديًا في 2005، شارك أيضًا في هذه الأعمال.
كلا المتهمين ينفيان التهم الموجهة إليهما، لكن القضية تبقى محط جدل واسع في السويد وعلى الصعيد الدولي، حيث تثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير وتأثيرها على العلاقات الدبلوماسية والأمن الداخلي.