في السويد يحق لأطفال المهاجرين تعلم لغتهم الأم في المدارس الحكومية، وعلى نفقة الدولة. كما تخصص القناة التلفزيونية العامة والراديو السويدي الممولتان من أموال الضرائب، برامج تلفزيونية وإذاعية بعدة لغات، أبرزها العربية والكردية والصومالية والتغرينية والسريانية والفارسية وغيرها.
وفي السنوات الأخيرة يدور جدل كبير حول ذلك، حيث تطالب بعض الأحزاب البرلمانية بإلغاء ذلك.
ناظم السعدي معلم لغة عربية في السويد تحدث لـ SWED 24 عن تجربته في هذا المجال:
كيف تقيم تجربة تدريس العربية في السويد
تجربة التدريس باللغة الأم مشوقة جداً وفيها خصوصية وتحتاج الى نمط معين من التخطيط والأداء، لعدة أسباب منها التفاوت في مستوى الطلاب، وتعود معظمهم على الجو السائد في دروسهم الأخرى وكلنا نعرف وندرك حجم التفاوت في الواقع الحالي للمدارس السويدية ونمط تدريس لغة الأهل والبيت ربما لهذا نحتاج لمزج التجربتين واستنباط روحية جديدة تحفز الطالب على الإقبال على دراسة اللغة الأم برغبة حقيقية.
هل يتجاوب الأهالي مع تدريس ابنائهم بلغة الأم؟
معظم الأهالي يساعدونا على تعليم ابنائهم لغتهم الأم لأنهم يدركون أن حضورهم ودراستهم لغة ذويهم واوطانهم تقلل من الفجوة التي تحدث بسبب اختلاف ونمط الثقافة وتأثير الوسط الذي يحيا به الطلبة على طمس معالم الانتماء لوطنهم
وبالتالي ضعف التواصل بين الأهل وبينهم، وحقيقة أنا شخصيا أركز على أهمية ادامة التواصل الروحي والتربوي مع الطلبة وذويهم وعدم الإصرار على استخدام وسائل الاكراه والقوة في اقناع الأبناء بما هو مطلوب منهم.
كيف تجد اهتمام الأطفال أنفسهم بتعلم اللغة الأم؟
هناك تفاوت في رغبات الطلبة واندفاعهم لتعلم اللغة الأم، بعضهم وخصوصا المولودين هنا يؤمنوا انها حلقة مفرغة لا داعي لها طالما هو يدرس ويعيش حياته بلغة الوطن الحالي وربما بعضهم يأتي بضغط معين من الأهل وهذا النوع متعب جداً وحقيقة احتاج شخصيا أن أجد الحافز المشجع لحثهم على التواصل مع الدرس برغبة حقيقية، وهناك على النقيض طلبة مهتمين وسعداء جدا بتعلم لغتهم الأم ولديهم خلفية علمية ممتازة تساعدنا كثيراً.
أرى من المهم جداً أن نخلق الحافز الذاتي بروح الطالب وضرورة التعاون بين الأسرة ومعلم اللغة الأم لان الجهد المبذول من المدرس يضيعه تجاهل الأسرة وعدم تعاونهم.