بعد طول إنكار، تُشير دراسات حديثة إلى وجود علاقةٍ بين دورة القمر وصحة الإنسان، وذلك عبر التأثير على أنماط النوم والدورة الشهرية لدى النساء والتقلّبات المزاجية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب.
ولطالما ارتبط القمر في المخيّلة الشعبية بالتأثير على سلوك الإنسان، لا سيّما فيما يتعلّق بالعنف والعصبية، إلا أنّ الباحثين رفضوا هذه الفكرة لعقود، بسبب تضارب نتائج الدراسات.
دراساتٌ جديدةٌ تُعيد فتح الملف
إلا أنّ دراساتٍ أُجريت مؤخرًا أظهرت وجود تأثيرٍ “خفي” لدورة القمر على صحة بعض الأشخاص، منها دراسةٌ نُشرت في المكتبة الوطنية للّطب في الولايات المتحدة أظهرت تأثيرًا لدورة القمر على أنماط النوم.
وجد الباحثون أنّ أفراد قبائل “توبا/ قوم” في الأرجنتين، وهم مجموعةٌ لا تستخدم الكهرباء بكثرة، ينامون في الليالي التي تسبق اكتمال القمر متأخرين 40 دقيقةً في المتوسط، كما أنّهم ينامون لمدةٍ أقلّ بشكلٍ عام.
والمثير للدهشة أنّ الباحثين لاحظوا النمط نفسه لدى مجموعةٍ من طلاب جامعة واشنطن في مدينة سياتل الأمريكية، وهم مجموعةٌ تعيش في بيئةٍ تُحجب فيها أضواء المدينة ضوء القمر، ولا يدرك معظمهم موعد اكتمال القمر.
ويُرجّح الباحثون أنّ الجاذبية القمرية، التي تكون أقوى عند اكتمال القمر، قد تكون هي السبب وراء هذا التأثير.
التقلّبات المزاجية والدورة الشهرية
كما أظهرت دراسةٌ أخرى أجراها باحثون في المعهد الوطني للصحة النفسية في ولاية ماريلاند الأمريكية، وجود علاقةٍ بين دورة القمر والتقلّبات المزاجية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب، حيث وُجد أنّ التقلّبات بين الهوس والاكتئاب تتزامن مع دورة القمر حول الأرض.
وفي دراسةٍ امتدّت لـ 15 عامًا، توصّل علماءٌ إلى أنّ الدورة الشهرية لدى بعض النساء تتطابق مع دورات القمر، إلا أنّ هذه العلاقة تختفي مع التقدّم في العمر والتعرّض المتزايد للضوء الاصطناعي ليلاً.
ضرورة تعميق الدراسات
ودعا الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات المعمّقة لفهم هذه العلاقة بشكلٍ أفضل، حيث يُمكن أن يُساهم ذلك في الوقاية من بعض الأعراض المرضية التي تعتمد على كمية النوم التي يحصل عليها الإنسان.
المصدر: DW