SWED24: أعلن الفاتيكان صباح اليوم الإثنين، في تمام الساعة 07:35، وفاة البابا فرنسيس في مقر إقامته عن عمر ناهز 88 عاماً، وفق بيان رسمي صادر عن الكاميرلينغو الكاردينال كيفن فيريل.
و قال فيريل في بيانه الذي نعى فيه البابا بكلمات مؤثرة: “لقد كُرّست حياته كلها في خدمة الرب وكنيسته”، مشيراً إلى إرثه الروحي والإنساني الذي سيظل خالداً في وجدان الملايين حول العالم.
وكان الفاتيكان قد كشف في فبراير 2025 عن إصابة البابا فرنسيس بالتهاب رئوي مزدوج، وهو ما أثار قلقاً دولياً واسعاً نظراً لتقدّمه في السن وسوابقه الصحية، حيث أُزيل جزء من إحدى رئتيه في شبابه. ورغم تحسن حالته وخروجه من المستشفى بعد 38 يوماً من العلاج، إلا أن حالته لم تستقر طويلاً.
البابا رقم 266… والأول من أمريكا الجنوبية
وُلد البابا فرنسيس عام 1936 باسم خورخي ماريو برغوليو في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وانتُخب رأساً للكنيسة الكاثوليكية في مارس 2013 بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر.
يُعد البابا فرنسيس 266 في تسلسل البابوات، كما كان أول بابا من القارة الأمريكية، ومن رهبنة اليسوعيين، وهو ما شكّل علامة فارقة في تاريخ الفاتيكان.
حياة حافلة بالخدمة والدعوة للعدالة
قبل انخراطه في السلك الكهنوتي، درس البابا فرنسيس الكيمياء، ثم واصل دراسته في اللاهوت والفلسفة في إسبانيا وألمانيا. رُسم كاهناً عام 1969، ثم عُيّن أسقفاً لبوينس آيرس عام 1992.
عُرف بمناصرته الدائمة للفقراء، وتحدث كثيراً عن اللامساواة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، كما وجّه انتقادات حادة للرأسمالية المفرطة وحذّر من استغلال البيئة لأغراض تجارية. إلى جانب ذلك، أطلق عدة إصلاحات داخل الفاتيكان، وعمل على تعزيز الحوار بين الأديان.
زيارة تاريخية إلى السويد
في 31 أكتوبر 2016، زار البابا فرنسيس مدينة لوند السويدية، للمشاركة في إحياء الذكرى الـ 500 للإصلاح الكنسي بالتعاون مع الاتحاد اللوثري العالمي، في حدث غير مسبوق جمع بين الكاثوليك واللوثريين في احتفال مشترك. وقد أقيمت آنذاك قداس مسكوني مهيب في كاتدرائية لوند.
كانت تلك أول زيارة لبابا إلى السويد منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1989.
برحيل البابا فرنسيس، يُطوى فصل مهم من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، رجل حمل هموم العالم على عاتقه، ونادى بالرحمة، والانفتاح، والحوار، والسلام.