“كم معك من مال وذهب”؟ و “هل ستجلب معك مالاً عند عودتك الى السويد”؟ وكم هو المبلغ، في حال كنت ستجلبه؟ هذه أسئلة توجهها الشرطة هذه الأيام في مطار ستوكهولم للمسافرين قبل صعودهم للطائرة، خصوصا تلك الرحلات المتجهة الى خارج الاتحاد الأوروبي!
ويقول بعض المسافرين لـ SWED 24، إن الشرطة أبلغتهم أثناء سفرهم في المطار، بأن عليهم اثبات مصدر الأموال التي قد يجلبونها من خارج السويد.
الشرطة السويدية توضح لـ SWED 24
المتحدث باسم مركز الإعلام في الشرطة Ola Österling قال لـ SWED 24 إن “وجود العديد من رجال الشرطة في المطار هو أمر يبعث على السرور. فهذا يخلق الأمان في مكان ذو قيمة رمزية عالية”.
وأضاف: “في السويد، لدينا مستوى تهديد إرهابي مرتفع منذ أغسطس/ آب من العام الماضي. وواحدة من أهم الإجراءات لخلق الأمان في المجتمع هو وجود الشرطة”.
وأشار إلى أن “مطار أرلاندا هو أكبر مطار في السويد مع تدفق عدد كبير من المسافرين فمن المهم أن يكون هناك وجود للشرطة”.
لهذا تسألكم الشرطة عن الأموال
وحول سبب الاستفسار من المسافرين عن الأموال، قال Ola Österling “يتم نقل الكثير من النقود والأشياء الثمينة من خلال المطار، وفي بعض الحالات لا يكون هناك للمسافر تصريح بنقلها، لذلك زادت الشرطة من عدد التدخلات ضد الجرائم الاقتصادية المشتبه بها”.
وأكد “لقد نجحنا في الكشف عن العديد من جرائم غسيل الأموال بشكل خاص”.
غسيل الأموال والجرائم الاقتصادية
والحقيقة أن قوانين الجمارك السويدية وما يمكن إدخاله وإخراجه من كميات النقد والمصوغات الذهبية أو التبغ ليست حديثة العهد، بل موجودة منذ السابق، لكن لم يكن التشديد على تطبيقها مثلما هو الحال الآن، لذلك فإن الكثير من المسافرين يستغربون ان يتم ايقافهم من قبل عناصر الشرطة أو الأمن للسؤال عن تفاصيل تخص رحلتهم وما يحملونه من أموال.
ومع زيادة الجرائم وعنف العصابات الإجرامية المنظمة، تحاول السلطات السويدية الحد من تبييض الأموال الناجمة عن النشاطات غير القانونية، من خلال تشديد قبضتها على منافذ الخروج من البلاد، حيث يتم نقل الأموال الناتجة عن تلك النشاطات المشبوهة إلى خارج البلاد، أو تحويلها الى سلع ومجوهرات غالية الثمن يتم ارتداءها والخروج منها عبر المنافذ الحدودية، لبيعها لاحقاً في دول أخرى ربما.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، ألقت شرطة الجمارك السويدية القبض على رجل في العشرينات من عمره كان يحاول تهريب مبلغ 1,5 مليون كرون إلى تركيا، كما تم إيقاف رجلين في مطار أرلاندا في نيسان/ أبريل من العام الحالي بعد العثور على ساعات باهظة الثمن معهما، حيث فاق سعر ساعة كان يملكها أحد الرجلين حد الجريمة الاقتصادية الكبيرة المحددة بـ 270 ألف كرون.
لينا سياوش