تشهد السويد تزايدًا مُقلقًا في معدلات الجريمة، لاسيما تلك التي يرتكبها الأطفال والمراهقون، حيث تم إيداع 482 قاصرًا في دور الرعاية، وسجن 113 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عامًا خلال هذا العام وحده، وهو أعلى معدل خلال السنوات الخمس الماضية.
وتتمحور هذه الجرائم حول حيازة الأسلحة، وجرائم العنف الخطيرة، وفي كثير من الأحيان القتل.
“رومانسية” عالم العصابات:
ويرى المحقق الجنائي “لؤي محجب” أنَّ هذه الظاهرة المُتفاقمة تُعزى جزئيًا إلى ما يُسمى بـ “رومانسية” عالم العصابات، والتي تُروج لها أغاني “الراب” التي تُمجد هذا العالم.
ويضيف “لقد نشأ هؤلاء في بيئة تُعلي من شأن العنف وانضمامهم إلى العصابات، لتصبح مصدرًا للفخر والتقدير من قِبل أقرانهم “.
“راديكالية متنامية”:
وتصف “ريسا سيدو”، ضابطة شرطة في “يارفا”، هذا التطور الخطير بـ “الراديكالية”، حيث يرى هؤلاء المراهقون في العنف والانضمام إلى العصابات أمراً مثيراً للإعجاب، مما يدفعهم إلى استقطاب آخرين أصغر سنًا إلى هذا العالم المظلم.
وتحذر “سيدو” من استمرار وتيرة هذا التصاعد، مشيرةً إلى الدور الذي تلعبه بعض المجموعات على شبكة الإنترنت في الترويج للجرائم.
حلول مختلفة:
وتنقسم المقترحات حول كبح جماح هذه الظاهرة إلى قسمين:
- الحكومة تُطالب بإنشاء سجون للأحداث وتشديد العقوبات بحقهم.
- حزب SD يقترحون إمكانية الحكم على من يبلغ من العمر 15 عامًا بالسجن المؤبد، وهو ما يدعمه أيضًا حزب الاشتراكيين الديمقراطيين.
“لن يجدي نفعًا”:
إلا أنَّ “ريسا سيدو” ترى أنَّ هذه الحلول “لن تجدي نفعًا”، فالسجن المؤبد سيُحول هؤلاء إلى “أبطال” في أعين أقرانهم.
“المواجهة بالحقيقة”:
وتُطالب “سيدو” بمُصارحة المجتمع بهوية من يرتكبون هذه الجرائم، دون موادبة أو خوفٍ من التهميش.
وتُضيف: “يجب على المجتمع تحمل مسؤوليته، فإذا كان غالبية من يرتكبون هذه الجرائم من الشرق الأوسط مثلاً، فيجب مُصارحة هذه الفئة بهذه الحقيقة ومُناقشتها معهم”.
وتؤكد “سيدو” أنَّ ذلك ليس عنصريةً أو تمييزًا، بل هو مجرد وقائع يجب مُواجهتها بكل شفافية وشجاعة.
المصدر: TV4